اعدك انك ستقرأ في هذه المدونة كل ما يخجل البعض من البوح به.. ستشعر بالحرية انك قرأته، وبالقوة أنك لست وحيدا!
السبت، سبتمبر 29، 2018
"كل شيء سيكون علي مايرام, لا تقلق"
كم هي جميلة بسيطة .. وكم نحتاج إليها بربتة حانية وقبلة علي الرأس ..
السبت، سبتمبر 22، 2018
يبدو الامر كحبيبات الماء التي تنزل باستمرار حتي تصنع صدعا مخيفا في جبل يبدو للوهلة الاولي الا شيء يهزمة.. القلق؟ ما هو هذا المرض؟ هل هورفيق الاكتئاب؟ ولماذا نكتئب؟ لماذا يسعد البعض ويتخطون ازماتهم بروح قطنية جميلة في حين يغرق البعض الاخر في دوامات تشبه دوامات المحيطات وتنغمس اقدامهم في وحل طيني قذر من تساؤلات لا تنتهي وقلق يقبض القلب والروح ويجعل الموت هو الخلاص؟
لماذا نبتسم ونحن نحمل داخلنا كل هذا الألم؟ والقلق؟ والخوف..
نعم هو الخوف .. الخوف من كل شيء.. نلجأ لله كثيرا، نتضرع له فهو الخلاص.. لكن وسوسة النفس قاتلد، تجعل العبث بقاشرة البطاطس علي الاوردة امرا روتيتيا عل لحظة شجاعة او لحظة ضعف تنهي هذا الوجع!
لماذا لا توجد وصفد حقيقية للسعادة، ولماذا يتوقع الجميع منا طالما ملكنا الاطفال والمال والعمل والصحة ان نكون سعداء؟
والحقيقة اننا تعساء جدا، والامر لا يجمع فيه الكل، فهناك من يثيرون غيرتي الشديدة بسبب هذا السلام المرفرف بجناحيه علي حواف اقدارهم، كانه يحميهم من اقل هفوة، ويمنع عنهم رمشة العين.. وهناك المحبوسين داخل جدران صلبة عالية زلقة لا مخرج منها الا الموت..
تراني اعاني نوبة قلق جديدة، اعاني هذا الامر منذ نعومة اظافري، منذ ان كنت في الثالثة عشر من عمري حتي باتت لحظات الفرح كمخدر وقتي، فكرت كثيرا في تناول المخدرات لكن خوفي من المحرمات منعني، فكرت كثير في قتل نفسي لكن هذا الايمان الذي زرعة والدي في جعلني اتراجع في لحظات يأس فظيعة، يخبرني زوجي والذي يملك خبرة طبية جيدة في الطب النفسي ان العلاج الدوائي هو الملائم لحالتي، وهو امر لا انكره ابدا لكنني اعود فأرتد بقوة كسهم ترك الرمح طائرا للمجهول!
تحدثت مع طبيبي كثيرا لكن مخاوفي اكبر من اعلنها لشخص غريب ، لربما لأي شخص.. اصابتني اضطراب وانا مراهقة جعلني اكاد اجن لتخيل أن الدنيا يها رجال ونساء فقط! اختنق صدري وانا لا لا اصدق اننا نعيش في عالم به نوعين فقط من البشر! هذا الخاطر استنزفني وكاد يقتلني لم اخبر به سوي مساعد احد الاطباء الذين ترددت عليهم رفع الشاب حاجبه فاستحلفته الا يخبره احدا.. واليوم تعود كوابيسي لتلهم ما بقي من عقلي.. لا اعرف كيف ابدو رزينة جدا واتقن وضع الكحل الاسود وضبط ملابسي وانا بداخلي كل هذا الجنون؟
احتاج لأكتب؟ لربما احتاج لأهرب..
الأربعاء، سبتمبر 19، 2018
لا يبدو الأمر حقيقيا ولكنني احب الطعام جدا.. لا أبدو شرهة جدا لكنني لا افكر بشيء سوي الطعام..احب تجهيز الطعام واحب تقديمه واحب بأن استقبل الأهل والأصدقاء علي الغذاء أو الشواء أو حتي تناول الطعام بالخارج
احب استكشاف أماكن جديدة حتي وان كان احمد تقليديا في الأطعمة التي يحبها ما وضعنا في مواقف فكاهية جدا حين استدرجته لاستكشاف متاهات في الإسكندرية لتناول طعام أو باكستاني في مطعم داخل حارة داخل منزل ..وداخل المنزل يفصل المطبخ عن صالة الطعام التي هي مجرد دكك مثل المجالس البدوية..مجرد ستارة منزل ..
كانت تجربة بشعة الطعام كان سيئا جدا واستنشقت من احمد حالة الارتياب التي سادته ..وبعد أن دفعنا مبلغا زهيدا لدرجة مخيفة ..خرجنا ..حاول احمد أن يجد طريقة ليعبر عن استياءه لكن مغص بطني الشديد وحالة الغثيان التي طالتني أثارت عطفه وحولت الإجازة الرومانسية لغرفة مستشفي وهو يمرضني ويضحك علي هذه التجربة قائلا..اظن حرمنا يامنمن..اسكندرية يعني سمك وجمبري وكبدة..وقتها كدا أفرغ كل ما في معدتي من مجرد ذكر الطعام..لكن بعد أن فقدت من حالتي الاستثنائية عدت لحالتي الطبيعية احب الطعام..
لا اعرف لماذا اذكر ذلك علي الرغم من زيادة وزني مؤخرا لكن وزني لا يزيد إلا بسبب الامتناع عن الحركة..وانا شخصيا تنتابني حالات كسل غير طبيعية لا اقوي فيها عن مغادرة جدران المنزل!!!
اضحك وانا اتذكر كيف فقدت نصف وزني قبل زفافي..لم يكن الأمر مقصودا لفقدان الوزن ولا الرشاقة..كل ما في الأمر أنني كنت تتناول أطعمة غير صحية بشراهة غريبة ثم فجأة.. وكعادتي ايضا في قلب الموازين دون سابق إنذار استيقظت في الصباح وتناولت بيضا مخفوقا بالخضروات واستمعت لنصيحة اختي أن أضع فارقا بين الوجبات لا يقل عن ٤ ساعات.. وبدأت بممارسة الرياضة صباحا.. اتذكر انني كنت العب القرفصاء بالتدريج حتي وصلت ل ٨٥ مرة بدون توقف!!
كان الأمر ممتعا جدا وانا لتفقد وزني يقل علي الميزان كل صباح حتي وصلت لمرحلة النحافة!
لم يزد وزني كثيرا بعد الزواج ولا بعد الحمل الذي لم اجد فيه طوال التسعة أشهر سوي ٧ كيلوجرامات فقط! كنت رشيقة وانتقل مشيا طوال وجودي في لندن واتسلق مرتفعات ادنبرة
لكن مصر لها سحر خاص في الطعام ..احب نكهته ورائحته وتناول الطعام مع الصحبة
يقول الجميع بما فيهم والدة زوجي وهو أمر استثنائي أن طعامي مميز جدا..اميل اكثر لنكهات الشرق والخليج..واعشق التوابل عشقا خاصا .. واعشق المأكولات البحرية عشقا لا ينتهي علي الرغم من أنني الآن ارغب في تناول البرياني!
هذا لا يمنع مزاجي الفوري في البيتزا والبرجر بالجبن والبصل لكن علي كل حال اتمني أن يقدم الله علي نعمة الصحة ..فالطعام حقا هو اجمل متع الحياة علي الاطلاق
السبت، سبتمبر 08، 2018
قد أبدو مريبة بعض الشئ، لكنني قد امضي الليل اشاهد الاغاني المصورة لمارك انطوني! اعرف انني املك قدرا كبيرا من المزاج الغريب في الموسيقي والاغاني والاحان، لربما بدا جليا في حبي لصوت محمد محي وسامو زين، انا حقا اشعر انهما يشعران بما يقولانه وهو كاف تماما بالنسبة لي في اي اغنية..
حسنا سأكون واضحة انا لا احب الشخص في المطلق ولكن تروق لي بضع اغان علي بعض كلمات مختلطين ببضع نغمات..
في مراهقتي احببت انطونيو بانديراس، كان مثالا للرجولة والحنان، اضحك الان لهذا الخاطر وانا اتابعه علي انسغرام واراي كم مضي العمر علي هذا المراهق العجوز دون ان يمس روحه.. احب فنه وروحه هناك شئ دافئ به..
لكن مارك انطوني كان حبي لاغانيه وان اتفقت فيه مع ملايين المعجبين، لكنه يخلف داخلي شعور الألم اللذيذ.. تدور كلماته والحانه في نفس الدائرة المحببة لرجل يبدو عاشقا لشخص واحد، حتي لو كانت حياته مليئة بزيجات متعددة، لكن هناك حب حزين يسكن ألحانه حتي الصاخب منها!
يبدو هو كرجل يعرف تماما كيف يحب، والحب في نظري يحتاج ان يدرس لا ان يترك لعفوية الرجل، فهناك امور لا يعرفها ويحتاج لخبير ليمررها له، وانطوني يبدو خبيرا في لمساته الحانية ولفتاته اللطيفة، يبدو هذا جليا في أغانيه المصورة، التي في اعتقادي تعكس واقعه، وإلا لم وقعت كل هؤلاء النساء الفاتنات في غرامه؟ تقول لي لينا صديقتي الكولومبية والتي تربطنا علاقة متينة منذ الجامعة، تقول لي انه يبدو رشيقا جدا ليكون دافئا يا أمنية، اتخيل كيف له ان يحتضن امرأه! اضحك لكلماتها واتفهم لماذا لم تنجذب لتوم هذا الانجليزي الاصهب الذي يبدو معاقا بعض الشئ كأغلب الرجال الانجليز!
ربطتني بلينا علاقة مريحة، تصغرني بستة اعوام، املك خبرة طويلة عنها وتملك هي جرأة تحليلية تشبه حظ المبتدأ في وصف الأمور المعقدة، فتصيب معها كل مرة! لربما لاننا نتشارك ابراجا ترابية، هي من برج الجدي وانا من برج العذراء، فكنا نشرب القهوة ونتحدث عن الدين والرقص والرفاق والرجال!
في المطلق احب الرجل الحنون، في القصص في الأغاني في الأفلام في قصص الرفاق في المقاهي .. احب اللمسات الحانية الرقيقة واكره الفجاجة حتي ولو كانت مزاج الكثير من النساء، لكنها تثير نفوري تماما، احب الرجل الذي يدرس المسافة بينه وبين فتاته ليفتنها به، بلمسات غير مكتملة، وكلمات تحمل علامات استفهام في نهايتها، واستئذان مطلق قبل ان يفكر في المزيد.. لهذا وقعت فورا في غرام زوجي لما بدا لي كأنه بملك سحرا خاصا، كبحر بلا قاع، مهما انغمست فيه لا أغرق بل اريد المزيد! كان الامر اشبه بالتوغل في امر لا اعرف له حدود ولا أبعاد، استطاع استدراجي هذا الشقي بطريقته الخاصة، تجنب جدالي وامتص مزاجي العسر كأنه بحر عميق مهما وضعت علي شاطئه يكون نظيفا رائقا في الصباح
اصرخ في وجهه ويثار جنوني فيستيقظ في الصباح صانعا لي كوب قهوة دون ان يتحدث فاشعر بالذنب واغازله..
يبدو لي الرجال متشابهون لحد كبير لكن أحمد يبدو مختلفا في نظري علي الأقل، فهو رجل وقور بهشاشة كأنه يواري هشاشته بهدوء مبالغ فيه، انا وحدي من استطاع الولوج لهذا الحيز من شخصه العجيبة! احيانا كثيره اشتاق لأن اراه يصرخ في وجهي، ان يغضب، ان ينفجر، فصمته يثير جنوني، لكن يبدو ان الحياة تحتاج لرجل رزين كل هذا الحد ما روض العديد من طباعي الحادة.. يبدو انني لو منحته المساحة ليتحدث عني فسيقول امورا بشعة لكنه سيقولها بمرحه المعتاد وبلطافة تجعلني احب عيوبي واري نفسي جميلة تماما كما يراني في اسوأ حالاتي النفسية والجسدية.
ان اجمل ما يمر بأي أنثى هو ان يحتويها الحب وهي في اسوأ احوالها، ان يراها جميلة وهي تطهو، وهي تقوم بمهام المنزل، وهي تجلس علي الاريكة تمسك بهاتفها وهي تعبث في خصلاتها النافرة غير المهندمة فيبتسم ويمنحها قبلة علي الجبين، ان يغازلها امام الجميع دون خجل، فيبو وقورا جدا ومغريا جدا جدا
لا اعرف ماذا يدور في خلده كثيرا، ومع انثي شغوفة مثلي، يصبح الامر كمحاولات فك الاحجية ما يمنح الحياة مذاقا منعشا كطعم الليمون بالنعناع...
احمد لا يشبه مارك انطوني، هو يعرف تماما مزاجي في الرجال ويضحك علي خواطري المراهقة لكن حذرا يشوب تمددي في وصف رجال اخرين فهو يملك ذاكره حديدية.. فمن الجميل ان اتحدث عن الفنانين والممثلين والشخصيات العامة، فلا املك مجالا للحديث عن رجال او حتي نساء حقيقيين امامه، فهو شرس فيما يتعلق بشخوص بالواقع لكنه يتركني اعبث في خيالي كما احب!
مازلت اري مارك انطوني مثيرا وانا اتحدث مع لينا والتي -للحقيقة- تملك ذوقا مريبا في الرجال بدي في حبها لمستر دارسي كما كنا نسميه انا وهي، وهو رئيس قسم الصحافة في الكلية والغريب في الامر ان الرجل بادلها هذا الشعور كانه يفتقر للحميمية في حياته الزوجية، فغازلها بلطافة! كانت تحكي لي كل شئ يدور بينهما فاتعجب الرجال وارتاب مراهقتهم المتأخرة..
لا يهم، المهم ان نسعد بهذه اللحظات النادرة مع لحن جميل وصوت جميل وليلة جميلة!
الخميس، أغسطس 16، 2018
كيف لمقطوعة موسيقية ان تثير جنون الانسان وحزنه كل هذا الحد؟ كيف لها أن تجعله يرثي اشياء لم يفقدها؟ ويحزن لأمور لم تحدث شخصيا له؟ لا اعتقد ان هناك لحنا مسني كما فعلت اوبليفيون برائحد التشيلو!
الخميس، أغسطس 09، 2018
مهما بلغ منتهي الانسان في كل ما يملك، سيظل يشتاق لما لم يحصل عليه، تظل الكلمة التي لم تقل، الفعل الذي لم يتم، كل ما خطر بالبال ولم يصل لليد، كل ما هفت اليه النفس ولم يحصله الجسد.
تروق لي سيدة قالت لي بطيب خاطر: النساء ماكرات جدا عزيزتي،،
ضحكت علي خاطرها لا لشئ سوي لعلمي بهذه الحقيقة قبل سنوات طويلة،
اصبحت اثق تمام الثقة ان جزء اصيلا من تطور الإنسان في حياته ومشاعره وأفكاره ينبع من اعترافه بالحقائق..
حسنا، حتي الحقائق ليست واضحة كما نعتقد، انها ماكرة، لأنها مؤنثة!
لهذا هي مغرية، بعيدة، مخيفة، ماكرة، هي الأصل مهما حاول الواقع -الذكوري- ان يقفز حولها محاولا إخفائها بأفعال ومناورات وأحاديث، بطبقات سميكة من الأفعال ..
كل شئ في الحياة، يبدو لي تافهة لدرجة مخيفة، لدرجة انني اسأل الله يوميا: هل هذه هي الحياة التي قد نخلد في النيران لأجلها؟
انني اكذب!
لأنني أسأل الله ثم انغمس انغماسا تاما فيها.. بكل متعها ولذاتها، اعترف بقصور تفكيري في امور بعينها، لكنني حتي قصوري هذا استمتع به، فلا شيئ اجمل من اعتراف الانسان بضعفه، وان يترك للخالق التدبير، تماما كأن تجلس بجوار من تحب وينطلق بسرعة مغريه بين الجبال، فلا تملك سوي ان تستسلم للهواء وهو ينعش روحك، وبالثقة في ان هناك من يحافظ علي روحك.
انتظرت زوجي خارج غرفة العمليات قبل يومين لاخذ منه شيئا، كان هناك رجلا ينتظر ولادة زوجته، اخبرني احمد كثيرا عن انه يعرف مقدار حب كل رجل لزوجته من طريقة انتظاره!
شكرت الله انه منحتي هذه اللحظة خلسة وقررت الانتظار في تلك الردهة الكئيبة الرطبة، وقف الرجل متوترا، اختلطت عليه اصوات صرخات النساء، فلم يميز امرأته، لكن الجميع سكت سوي واحدة كانت هي زوجته..
توقفت في زاويه بعيدة عنه اراقبه في صمت، لكن هو، كان يتمتم بأدعية او ايات.. ظل يروح ويجئ، ومع صرخة بعينها سالت دموع بحرقة ونظر للباب متوترا كأنه يرغب ان يرافقها في لحظة المها، ان يخفف عنها، او يحمل عنها هذا الوجع!
لاا عرف ما الذي دفعني للذهاب والوقوف بجواره وفجأة ميزت اذناي صوت بكاء طفل.. ابتسمت بطفوله وقلت له: يبدو ان طفلك قد وصل! نظر لي الرجل بذهول واسترق السمع هو الاخر ثم اشرق وجهه بابتسامة واسعة كأنه عاد توا من الموت وقال لي : نعم نعم .. هو ابني .. خرجت ممرضة طمأنته ان زوجته وضعت طفلة، طار الرجل فرحا وانطلق يحضر الملابس والاغراض .. شكرت الله كثيرا اأنه فتح لي بابا علي روح رجل في تلك اللحظة..
حكيت لاحمد الموقف بحماس حين عودته مساء فابتسم لي بحنان قائلا: لتعلمين كم تحملت وقت ولادتك، و حتي تعرفي ان الرجال يملكون مشاعر ايضا ياحبيبتي !
لم أشكك لحظة ان الرجل كالمرأة يملك مشاعر من الخوف والحزن والحب وربما اكثر عمقا من المرأة مشكلتي الوحيدة التي أناقشها دوما في كتاباتي هو احتفاظه لهذه المشاعر لنفسه، كأن اعترافه بها علنا لن يقدم او يأخر شيئا من مركب الحياه، لكن هذه الاعترافات الصغيرة لها ان تقلب الكون وتجعل الأزهار اكثر اشراقا، والحياة أكثر ألوانا،، لها ان تجعل السماء تتلألأ والورود تفوح عبيرا ..
كنت اتمني ان ابقي حتي اخبرها انه كاد يجن قلقا عليها، تمنيت ان تقال الكلمة السحرية التي نسكت قبلها، ان اخبرها ما قد يسكت هو عنه وسط بكاء الطفل الجديد وتعب الام وانقلاب الحياة رأسا علي عقب..
عل هذه الكلمة ان تهون عليا سهر الليالي الطويلة، لعلها تغفر له زلاته وسط المسؤولية الجديدة عليه.. علها تنظر له بعشق وسط التعب ..
تسائلت وانا استمع لاداجيو بهيام لا يتلائم مع صخب صالات التحرير٫ لماذا نكذب؟ هل نكذب لنتجمل؟ لكننا في الكذب لا نتجمل بل نكون اكثر قبحا.. اذن لماذا نكذب٫ لماذا نخرس القلب عن كلمة قد تغير مجري الكون وتعيد دقات الساعة للخلف حيث العمر الأجمل؟ لماذا نكذب طالما لن ننال ما نريد؟
انا استشعر حمقا مريرا، كأنني اتشبث بما لم يعد لي من العمر، او كأنني اريد السفسطة لا لشيء سوي لاستشعر ذاتي تنبض من جديد
علي كل حال، هناك من خلقوا للحزن، وهناك من خلقوا للحياة، وهناك من خلقوا ليتنقلوا بينهما بحف ناعم وثوب حريري يهفهف باغراء عند حافة القدم.. اتمني نبضا من الحياة لأكون من المتنقلين بين الحياة.. والحزن!
الجمعة، أغسطس 03، 2018
كان يحب الحلوي كثيرا.. لم تعرف هي ذلك .. استمرت في تقديم ما تحب هي من أصناف حارة متقنة النكهة من مختلف بقاع الارض.. تخيلت انها تبهره .. تثير حواسه.. لكنه كان يحب الحلوي.. في وقت متأخر بين الليل والنهار، أغلقت عينيها عنه، تحب النوم ليلا ل تحافظ علي نضارة بشرتها ونقاء ذهنها لتتمكن من التركيز في عملها المعتقد الملئ بالأرقام.. وهو.. كان يشتهيها هي ليلا! يحب الليل ويحب رفقتها فيه، تنير دروبه المظلمة ويحكي لها عن رغبته في عمل اللاشئ.. وفلسفته في الحكي تكمن في الحكي ذاته لا شئ اخر كأنه يري نفسه في الابجدية المنطوقة.. هي كانت تري ذلك اضطرابا او خللا ما .. رافقته ليلتين لكنها ملت السهر واستسلمت لجاذبية عاداتها قبله.. كانت تحب العصائر الطازجة، في الصباح تستيقظ بنشاط مفرط لتحضر البرتقال بالجزر في تلك الآلة التي- بذكاء انثوي- استدرجته ليشتريها لها في عيد الام دون ان تكون أما ! لكنه رضخ لها بأبوة دون أن يجرح انوثتها .. منحها ما تريد لانه يملك ذلك، وان كان هو يفكر سرا قبل شهر من هذا العيد المريب ان يهديها زجاجة عطر فرنسي ظل يجمع ثمنها منذ فترة.. حضرت البرتقال بالجزر و احضرته له في الفراش مع شطيرتين من الجبن الأبيض.. اما هو، فقد كان يريد القهوة، ولا شئ اخر سوي قهوته وهي في فراشه.. لكنها انطلقت كفراشة تجهز نفسها لمهام الصباح.. كان يحب الكلاسيكيات من الافلام والكتب، اما هي، فكانت تعشق الافلام الجديدة في السينما، تحب السينما كفكرة لا كمضمون، حتي لو اعجبتها القصة في السينما فقد لا يروقها علي شاشة صغيرة في المساء.. تسائل ليلا وهو يضبط الغطاء علي جسدها المنكمش علي الاريكة مستسلمة في نوم عميق، هل كان ليهواها اكثر لو كانت تحب الليل مثله؟ من كان سيحضر له فطور الصباح؟ هل كان ليهواها اكثر لو كانت تنكمش في حضنه ليشاهدا افلاما مكررة على الشاشة الصغيرة؟ من كان ليخرجه من قوقعته للعالم الكبير أمام شاشة السينما؟ هل كان ليهواها اكثر لو كانت تحب القهوة مثله؟ من كان ليمنحه جرعات مكثفة من الفيتامينات في الشتاء؟ كيف يحب الانسان نقيضه؟ هل لأنه سرا يكره ذاته؟ او مل منها؟ لماذا اذن لا يصبح هو هذا الآخر دون ان يحاول اقتناؤه بعقد زواج ثم يمسك سكينا ليشكله علي مقاسه؟ كيف يحول الليل النهار ليلا؟ وكيف يكئب الليل نضارة النهار؟ لن يحدث هذا ابدا.. لنستسلم اذن- جميعا- لاختلاف الليل والنهار في علاقتنا.. فما كان اليوم ليكتمل دون ليل، وما كان ليبدأ دون نهار..
تخرجت من الجامعة قبل أعوام كثيرة... قبل ان اكمل حديثي، لاحظت شيئا غريبا.. فقد اعتدت في صغري ان اتحدث بصيغ التعميم ( كثير- قليل) ( طويل- قصير) اذا اختلط علي القياس، اعاني أزمة من الصغر مع الأرقام واللغة، لكنني اشعر بالامان كطفل تصفق له امه دعما، اذا وقعت عيناي علي رقم زوجي، ها انا ذا اتذكر ازماتي الطفولية واضحك وانا في عقدي الرابع لانني مازلت اشعر بالامان مع مضاعفات رقم اثنين، واتلعثم رغما عني امام مضاعفات الثلاثة! لكن القدر كان يبتسم لي بحنان وهو يكتب بيديه الخفية خلف عباءته البيضاء مناسبات عمري في سنين زوجية،لييسر علي تذكرها.. حسنا، سأستجمع قواي وأقول بثقة انني تخرجت قبل اثنتي عشرة سنة، الامر سهل، فقط تخرجت في عام ٢٠٠٦ ونحن الان في ٢٠١٨، عشر سنوات اذن بالاضافة لاثنين من الاعوام! رائع، لماذا تذكرت هذا العمر الان؟ وانا اجلس بعد يوم مفعم بالامومة تحاذيه أفكار انتحارية، مزاج متقلب و ثلاثة فناجين من القهوة! علني أبحث عن زاوية ثابتة اقيس بها ما مضى والتمس منه حدسا لما سيجئ؟ لكنني قبل اعوام كثيرة " لا اذكر العمر حقا" استسلمت بالكامل لموجة الهادر وانحنيت يقينا بنفوذه الساطع وتوقفت عن الحدس. القدر! لا احب الفلوت! ان آلات النفخ تصيبني بالذعر احب التشيللو، انه يشبهني بشكل او باخر .. صوته .. انحناءات جسده .. حتي نومه مائلا.. لا هو مستريحا كالجيتار، ولا واقفا كالقيثارة.. هل القدر لحن؟ لو ان قدري لحنا، ف سيشبه مقطوعات بيازولا كثيرا كئيبا بحس مرح.. احب ان اقرأ سير من اهتم بأعمالهم، لكن بيازولا كان كافيا بالنسبة لي ان اتخيل حياته التي لربما تشبه حياتي كثيرا.. هل س ياحسبنا الله علي ما فعلنا؟ ام ما لم نفعله -لو فعلناه- مثلا لو كتبت انني اريد كذا ولم احصل عليه.. هل سيكون دليل إدانة لقذارة لم ترتكب؟ كان الامر مثيرا جدا في الصحراء قبل ثلاثة عشر عاما - من السهل تذكر هذا التاريخ لأنه قبل عام من تخرجي- وقفنا في مكان مجهول لضبط شيئ ما في الحافلة، ترجلت وحدي و وقفت تحت المطر، أتذكر هذه اللحظة جيدا جدا، الصحراء تحزن كثيرا في الشتاء.. بلل المطر الغزير ملابسي، شعرت بخوف شديد، لكن حزنا خفيا ضرب قلبي، وبحنان لا اعرف مصدره بدأت أتأمل خطوط الجبال السوداء في الأفق، المطر الذي وللمرة الاولي اراه قطرة قطرة.. يا الهي.. كان الامر مهيبا، كأنني أتجسس علي رجل عزيز يبكي ولده بحرقة.. الصحراء والمطر يصيباني بحزن مبالغ فيه، أم لعله حماستي المفرطة التي قادتي وانا طالبة صحافة ان اتجسس علي مشاعر هؤلاء الذين انتشلوا جثث منتفخة وبقايا أطراف من عرض البحر؟ لم اتردد ان استقل حافلة واذهب لعمل لقاءات صحفية مع من انتشلوا جثث الغرقى ضحايا العبارة! انتظرت أسبوعا لتهدأ ارواحهم وتعاد الصور بوضوح في أذهانهم قبل ان التقيهم.. اي حماقة اقترفتها في حق نفسي دفعتني -وانا لم ادخل العشرين بعد- أن أصيب روحي بكل هذا الالم؟ كنت اتخيل ان هذه الحماسة، هذا الاجتهاد، هذه المغامرات لها ان تجعلني افضل في عملي، لكن الواقع يقول ان مهنتي هي مهنة الجميع، لم اكسب اي شيئ من مغامراتي الغرة سوى ألم مازالت استشعره، اصوات تبكي، وأخرى تشجب وتدين، أناس فقدوا أحبائهم و اخرون ينتظرون قدومهم! كانت هذه مقطوعة التانجو الحر لبيازولا.. عله هو الاخر شعر بغباءه وهو يكتب هذه المعزوفة! كثير من الضحك الساخر يتخلله بكاء علي ما مضي، ثم ضحك ساخر ثم بكاء اسماه التانجو الحر عله كان يسخر ممن سخروا من تصنيف أعماله ضمن "التانجو" فكتب لهم هذه المقطوعة ثم اسماها التانجو الحر .. ليصنف نفسه بعيدا عن غباء من حوله لو ليضحك عليهم قائلا: "حسنا.. انا لا اعزف التانجو ايها الرفاق، هو لكم.انني اكتب/ اعزف لحنا جديدا هو التانجو الحر" لا اعرف.. كل ما اعرفه الان انني اشعر بالغباء بعد مرور كل هذا العمر، هذا الوجع، هذه الاحلام التي تشبه مقطوعات بيازولا، كان هو اوفر حظا مني لاني عبر عنها بالاته، لكنني اعجز في كل مرة أمسك القلم، لان قلمي اعتاد ان يكتب امورا يومية/روتينية/ اخبارية/ مقتضبة/ مملة.. حتي فقد شغفه تجاه سبر الاغوار والحديث عن الصحراء! لربما اعود هذا الشتاء الي الصحراء في ليلة مطيرة لأبكي اسفل ذاك الجبل الوحيد الاسود واستمع للتانجو الحر!
الأحد، يوليو 08، 2018
اتابع عن كثب عملية اجلاء الصبية العالقين في الكهف منذ ٢٣ يونيو الماضي، لا شيئ اريده في الحياة الان سوي ان اراهم بصحة جيدة وسالمين بعد خروجهم من هذه المحنة.
أحيانا يخيل لي ان ما مر بي بحياتي هو اقصي الشرور، لكنني حين عرفت قصة هؤلاء الأبطال، شعرت بالقزمية، وغمرني شعور غير مسبوق بأنهم ابنائي وانني لا اريد شيئا سوي خروجهم سالمين..
دمعت عيناي وأنا أرى صبيا منهم يمسح عرقه من رطوبة الكهف، في إحدى اللقطات التي صورها فريق الانقاذ، يا الهي اسبوعين في كهف رطب على صخرة! اي رجال سيكونون هؤلاء الصبية حين خروجهم!
اتمني ان تكون رسالتي التالية لصورة لهم كاملين سالمين..
في الفجر، يصبح كل شئ مباحا، كأن الليل اصبح نهارا، او النهار انقلب ظلاما، كأنك نمت واستيقظت، او مستيقظ وتود النوم.
كأن شهواتك تتفتح هوينا، او كأنك انتهيت!
كأنك كل شئ وعكسه، او كأنك تنبثق من حالة لاخرى كالتزحلق علي تلال من الرمال ..
اذا كان هناك فعل يجب ان نلام عليه في الحياة، فهو الكذب! عله هو مصدر كل الشرور؟
لكننا في الفجر لا نكذب..
يكون هو الوقت الملائم لازالة القلق وخفوت الكآبة ومسح بقايا المكياج الذي علق من صخب الليلة السابقة..
هو الوقت الذي نلتمس فيه صدقا مع انفسنا
ان تفتح عيناك فجرا وانت تعرف تمام المعرفة ما تريد من هذه الحياة، وحين تنام وتستيقظ مرة اخري، تكمل حياتك بمنتهي الكذب!
لماذا لا تكون حياتنا كلها فجرا!
لماذا لا تبقي في هذا الحيز المغري من الضوء
وهذا الحيز المثير من الهواء البارد
وهذا الحيز الدافيء من العشق؟
كل ما اريده ان ابقي في هذه اللحظة للأبد..
او ان تبقي هذه اللحظة فيّ للأبد.
الثلاثاء، يونيو 05، 2018
لم يتمكن من كتابة كلمة واحدة تبدو صحيحة بالنسبة له
في منتصف عام ٢٠١٥ تقريبا٫ قررت أن اخرج من طور الحكي الروائي٫ واتحدث بحرية ومباشرة -ولربما جرأة أكثر- حين قررت البدء في كتابة "كتاب". اختبرت مع فقراته الأولي حالة مختلفة عن الحكي الروائي٫ حالة وان كانت اكثر سلاسة وأقل ألما من الرواية٫ لكنها لم ترق لي في البداية٫ الامر اشبه بتلقين القارئ عن امور بدت لي تافهة وغبية وبديهية٫ لكنني قررت المضي هذه المرة ربما لسهولة الكتابة دون قوالب ومشاعر وشخصيات وعشرات الاوراق المحروقة كالرواية. تذكرت قولا بعيدا في مكان ما في ذاكرتي لتوفيق الحكيم، قال ان الكتابة كالمشي، كل له مشيته الخاصة ! فتركت قلمي كقدمي ان تمضي للحالة الاقرب الي نفسي.. وكان تعكر المزاج. اعرف كآبتي منذ نعومة اظافري، العجيب انني امارس الكآبة بطقوس الفرح، فمثلا انا متعكرة المزاج وانا اجوب بقعة ساحرة في العالم، وانا اشاهد فيلما كوميديا، وانا اتنزه مع اصدقائي، يبدو ان طبيبي كان علي حق حين قال لي انها حالة دائمة تعايشي معها كمريض السكر! كانت "السعادة ليها ناسها" خطوة انسيابية للحديث عن حالة عصفت بي سنينا، فقررت الحديث عنها ونبش اغوارها وانفرطت الصفحات بالعشرات دون توقف. لكن كعادتي توقفت دون سابق انذار.. ثلاثة اعوام متتالية، حتي انني نسيت اين هي مسودة الكتاب.. وجدتها بالصدفة علي بريدي الالكتروني، شعرت بسعادة طفولية وخيلاء ان هذه الكلمات من خيالي سيكون من المفيد والايجابي ان اشاركها عبر هذا الاثير، سأتخيله عمودا صحفيا في الاهرام اكتب به ما اريد، او مساحة خاصة للحكي، المهم ان تتنفس الكلمات