قد أبدو مريبة بعض الشئ، لكنني قد امضي الليل اشاهد الاغاني المصورة لمارك انطوني! اعرف انني املك قدرا كبيرا من المزاج الغريب في الموسيقي والاغاني والاحان، لربما بدا جليا في حبي لصوت محمد محي وسامو زين، انا حقا اشعر انهما يشعران بما يقولانه وهو كاف تماما بالنسبة لي في اي اغنية..
حسنا سأكون واضحة انا لا احب الشخص في المطلق ولكن تروق لي بضع اغان علي بعض كلمات مختلطين ببضع نغمات..
في مراهقتي احببت انطونيو بانديراس، كان مثالا للرجولة والحنان، اضحك الان لهذا الخاطر وانا اتابعه علي انسغرام واراي كم مضي العمر علي هذا المراهق العجوز دون ان يمس روحه.. احب فنه وروحه هناك شئ دافئ به..
لكن مارك انطوني كان حبي لاغانيه وان اتفقت فيه مع ملايين المعجبين، لكنه يخلف داخلي شعور الألم اللذيذ.. تدور كلماته والحانه في نفس الدائرة المحببة لرجل يبدو عاشقا لشخص واحد، حتي لو كانت حياته مليئة بزيجات متعددة، لكن هناك حب حزين يسكن ألحانه حتي الصاخب منها!
يبدو هو كرجل يعرف تماما كيف يحب، والحب في نظري يحتاج ان يدرس لا ان يترك لعفوية الرجل، فهناك امور لا يعرفها ويحتاج لخبير ليمررها له، وانطوني يبدو خبيرا في لمساته الحانية ولفتاته اللطيفة، يبدو هذا جليا في أغانيه المصورة، التي في اعتقادي تعكس واقعه، وإلا لم وقعت كل هؤلاء النساء الفاتنات في غرامه؟ تقول لي لينا صديقتي الكولومبية والتي تربطنا علاقة متينة منذ الجامعة، تقول لي انه يبدو رشيقا جدا ليكون دافئا يا أمنية، اتخيل كيف له ان يحتضن امرأه! اضحك لكلماتها واتفهم لماذا لم تنجذب لتوم هذا الانجليزي الاصهب الذي يبدو معاقا بعض الشئ كأغلب الرجال الانجليز!
ربطتني بلينا علاقة مريحة، تصغرني بستة اعوام، املك خبرة طويلة عنها وتملك هي جرأة تحليلية تشبه حظ المبتدأ في وصف الأمور المعقدة، فتصيب معها كل مرة! لربما لاننا نتشارك ابراجا ترابية، هي من برج الجدي وانا من برج العذراء، فكنا نشرب القهوة ونتحدث عن الدين والرقص والرفاق والرجال!
في المطلق احب الرجل الحنون، في القصص في الأغاني في الأفلام في قصص الرفاق في المقاهي .. احب اللمسات الحانية الرقيقة واكره الفجاجة حتي ولو كانت مزاج الكثير من النساء، لكنها تثير نفوري تماما، احب الرجل الذي يدرس المسافة بينه وبين فتاته ليفتنها به، بلمسات غير مكتملة، وكلمات تحمل علامات استفهام في نهايتها، واستئذان مطلق قبل ان يفكر في المزيد.. لهذا وقعت فورا في غرام زوجي لما بدا لي كأنه بملك سحرا خاصا، كبحر بلا قاع، مهما انغمست فيه لا أغرق بل اريد المزيد! كان الامر اشبه بالتوغل في امر لا اعرف له حدود ولا أبعاد، استطاع استدراجي هذا الشقي بطريقته الخاصة، تجنب جدالي وامتص مزاجي العسر كأنه بحر عميق مهما وضعت علي شاطئه يكون نظيفا رائقا في الصباح
اصرخ في وجهه ويثار جنوني فيستيقظ في الصباح صانعا لي كوب قهوة دون ان يتحدث فاشعر بالذنب واغازله..
يبدو لي الرجال متشابهون لحد كبير لكن أحمد يبدو مختلفا في نظري علي الأقل، فهو رجل وقور بهشاشة كأنه يواري هشاشته بهدوء مبالغ فيه، انا وحدي من استطاع الولوج لهذا الحيز من شخصه العجيبة! احيانا كثيره اشتاق لأن اراه يصرخ في وجهي، ان يغضب، ان ينفجر، فصمته يثير جنوني، لكن يبدو ان الحياة تحتاج لرجل رزين كل هذا الحد ما روض العديد من طباعي الحادة.. يبدو انني لو منحته المساحة ليتحدث عني فسيقول امورا بشعة لكنه سيقولها بمرحه المعتاد وبلطافة تجعلني احب عيوبي واري نفسي جميلة تماما كما يراني في اسوأ حالاتي النفسية والجسدية.
ان اجمل ما يمر بأي أنثى هو ان يحتويها الحب وهي في اسوأ احوالها، ان يراها جميلة وهي تطهو، وهي تقوم بمهام المنزل، وهي تجلس علي الاريكة تمسك بهاتفها وهي تعبث في خصلاتها النافرة غير المهندمة فيبتسم ويمنحها قبلة علي الجبين، ان يغازلها امام الجميع دون خجل، فيبو وقورا جدا ومغريا جدا جدا
لا اعرف ماذا يدور في خلده كثيرا، ومع انثي شغوفة مثلي، يصبح الامر كمحاولات فك الاحجية ما يمنح الحياة مذاقا منعشا كطعم الليمون بالنعناع...
احمد لا يشبه مارك انطوني، هو يعرف تماما مزاجي في الرجال ويضحك علي خواطري المراهقة لكن حذرا يشوب تمددي في وصف رجال اخرين فهو يملك ذاكره حديدية.. فمن الجميل ان اتحدث عن الفنانين والممثلين والشخصيات العامة، فلا املك مجالا للحديث عن رجال او حتي نساء حقيقيين امامه، فهو شرس فيما يتعلق بشخوص بالواقع لكنه يتركني اعبث في خيالي كما احب!
مازلت اري مارك انطوني مثيرا وانا اتحدث مع لينا والتي -للحقيقة- تملك ذوقا مريبا في الرجال بدي في حبها لمستر دارسي كما كنا نسميه انا وهي، وهو رئيس قسم الصحافة في الكلية والغريب في الامر ان الرجل بادلها هذا الشعور كانه يفتقر للحميمية في حياته الزوجية، فغازلها بلطافة! كانت تحكي لي كل شئ يدور بينهما فاتعجب الرجال وارتاب مراهقتهم المتأخرة..
لا يهم، المهم ان نسعد بهذه اللحظات النادرة مع لحن جميل وصوت جميل وليلة جميلة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق