الجمعة، أغسطس 03، 2018

كان يحب الحلوي كثيرا.. لم تعرف هي ذلك .. استمرت في تقديم ما تحب هي من أصناف حارة متقنة النكهة من مختلف بقاع الارض.. تخيلت انها تبهره .. تثير حواسه.. لكنه كان يحب الحلوي..
في وقت متأخر بين الليل والنهار، أغلقت عينيها عنه، تحب النوم ليلا ل تحافظ علي نضارة بشرتها ونقاء ذهنها لتتمكن من التركيز في عملها المعتقد الملئ بالأرقام.. وهو..
كان يشتهيها هي ليلا!
يحب الليل ويحب رفقتها فيه، تنير دروبه المظلمة ويحكي لها عن رغبته في عمل اللاشئ..  وفلسفته في الحكي تكمن في الحكي ذاته لا شئ اخر كأنه يري نفسه في الابجدية المنطوقة..
هي
كانت تري ذلك اضطرابا او خللا ما .. رافقته ليلتين لكنها ملت السهر واستسلمت لجاذبية عاداتها قبله..
كانت تحب العصائر الطازجة، في الصباح تستيقظ بنشاط مفرط لتحضر البرتقال بالجزر في تلك الآلة التي- بذكاء انثوي- استدرجته ليشتريها لها في عيد الام دون ان تكون أما ! لكنه رضخ لها بأبوة دون أن يجرح انوثتها ..
منحها ما تريد لانه يملك ذلك، وان كان هو يفكر سرا قبل شهر من هذا العيد المريب ان يهديها زجاجة عطر فرنسي ظل يجمع ثمنها منذ فترة..
حضرت البرتقال بالجزر و احضرته له في الفراش مع شطيرتين من الجبن الأبيض..
اما هو، فقد كان يريد القهوة، ولا شئ اخر سوي قهوته وهي في فراشه..  لكنها انطلقت كفراشة تجهز نفسها لمهام الصباح..
كان يحب الكلاسيكيات من الافلام والكتب، اما هي، فكانت تعشق الافلام الجديدة في السينما، تحب السينما كفكرة لا كمضمون، حتي لو اعجبتها القصة في السينما فقد لا يروقها علي شاشة صغيرة في المساء..
تسائل ليلا وهو يضبط الغطاء علي جسدها المنكمش علي الاريكة مستسلمة في نوم عميق، هل كان ليهواها اكثر لو كانت تحب الليل مثله؟
من كان سيحضر له فطور الصباح؟
هل كان ليهواها اكثر لو كانت تنكمش في حضنه ليشاهدا افلاما مكررة على الشاشة الصغيرة؟ من كان ليخرجه من قوقعته للعالم الكبير أمام شاشة السينما؟
هل كان ليهواها اكثر لو كانت تحب القهوة مثله؟ من كان ليمنحه جرعات مكثفة من الفيتامينات في الشتاء؟
كيف يحب الانسان نقيضه؟ هل لأنه سرا يكره ذاته؟ او مل منها؟
لماذا اذن لا يصبح هو هذا الآخر دون ان يحاول اقتناؤه بعقد زواج ثم يمسك سكينا ليشكله علي مقاسه؟
كيف يحول الليل النهار ليلا؟ وكيف يكئب الليل نضارة النهار؟ لن يحدث هذا ابدا..
لنستسلم اذن- جميعا- لاختلاف الليل والنهار في علاقتنا.. فما كان اليوم ليكتمل دون ليل، وما كان ليبدأ دون نهار..

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لك متابعتك الدائمة لمدونتي المتواضعة وصفحتي هل هناك سابق معرفة بيننا؟

    ردحذف

جود الحياة

 اظن انه حان الوقت لأكتب عن أجمل شئ حصل في حياتي كلها .. أن يمنحني الله فتاة!  جود اسميتها جود، لأنها كرم كبير من الله، ولأنني استحضرت اسمها...