الاثنين، أكتوبر 20، 2014

صباح بمزاج سئ

ما الجديد في ذلك.. صباحاتي ذات المزاج السئ أكثر بكثير -ربما- من ايام عمري التي جاوزت التسعة وعشرين بأيام
اشعر ان هذا المزاج يطاردني منذ حتى قبل ولادتي.. لا اخجل من كوني راجعت طبيبا نفسيا عدة مرات.. لاكن صادقة.. راجعته كثيرا على فترات متفرقة من حياتي
في هذه الأيام السيئة.. أشعر ان سعادتي تعود الي تدريجيا.. هي حقيقة اكتسفتها وانا ارتجل الحديث هنا.. نعم انا احب المزاج السئ.. احب مزاجي السئ.. يشعرني أنني اكثر قربا من حقيقتي .. حقيقتي الناقمة المعترضة الناقدة لكل شئ..
هناك زاوية خفية في شخص تقربني من الخير والحب .. منابع عميقة لكنها بعيدة عن متناول يدي. الوصول اليها يرهقني بشكل او بآخر.. لكنها ملأي.. عامرة.. افيض منها كثيرا على من حوي ثم فجأة وبدون مقدمات اتحول لشخص كئيب قلوق محبط وحزين..
قال لي هذا الطبيب الذي يعلم دواخل حالتي منذ عشر سنوات تقريبا.. قال لي: هناك بشر متقلبي المزاج نسميهم نحن "اصحاب المزاج العسر" انتِ منهم..
قلت له: وما العمل اذن "تخيلت ان هناك دواء او ما شبه لاصبح سعيدة او طبيعية|
قال لي: لالالا.. لا شئ.. ستظلين هكذا ..
صدمت من رده وشككت في كل مهاراته الطبيعية رغم سنوات عمر التي جاوزت الستين
اضاف: انتم اصحاب المزاج العسر المتعسر.. تظلون هكذا.. تعودي على تقلباتك المزاجية. اعرف انها خارجة عن ارادتك تماما.. لكن حاولي ان تجدي انشطة او فكرة لتنتشلك من لحظات سقوطك.. انكم كمرضى السكر .. يجب ان تكونوا حذرين.. لا دواء شاف تماما لهذه الحالات!
أعترف انني لست متقلبة بشكل مرضي او افقد السيطرة الكاملة..لكنني اصاب بحالات من الانتشاء غير المسبب.. وفجأة وبدون سبب ايضا اصاب باحباط كامل وكلي.. حروب كاملة تشعل داخل عقلي.. اميل للنوم الكثير او النشاط المفرط.. لا وسطية هنا..
كل شئ متطرف حد الجنون.. مشاعري.. افكاري.. عطائي.. ملامحي الحادة
هناك ش يقف بيني وبين الاستقرار.. يصيبني الاستقرار بالرعب. كأن السماء والأرض طبقا على قلبي وعقلي.. هناك شئ بداخلي دائم التمرد على الطقس.. على الوجود
اشعر بالخوف الشديد.. ثم السكينة المفرطة.. آكل واجوع.. هابجث عن متع غريبة ومريبة في آن واحد
لي شغف غريب.. هو اختيار الرحلات المتقطعة.. اقف في بلد في المنتصف.. ساعات طويلة.. احب شيئين لا ثالث لهما.. اقتناء العطور الفارهة.. الغالية.. كلما ازداد سعر العطر ازداد تعلقي به.. كلما ازداد نفاذه وقوته أسرني.. اصاب بحالة من الايفوريا كانني اريد أن اتبخر.. اصبح جزءا منه..
اما شغفي الثاني.. فهو احتساء القهوة في المطارات ومراقبة الناس.. لا افكر كثيرا عن كواليس وجودهم في هذه الاراضي المحايدة.. هذه الاوطان المؤقتة
لا يهمني هذا
ما يهمني هو مراقبة انظارهم وحواراتهم.. ملابسهم.. تأنقهم وتعجلهم.. من السهل المراهنة على السعداء والاشقياء في المطارات.. لا اعرف كيف ولماذا.. انا من الناس الذين قد تحتار في كينونتهم.. لكن الحقيقة ان الكل سيتفق أنني كئيبة !
اشعر برغبة في النوم.. واعرف انني سامكث في الفراش ساعات..
لكن ما اثق فيه بشدة.. أنني اريد احتضان زوجي بشدة.. اريد التدثر بدفئه والارتواء من عطره..
ربما اعود صباحا ..
بمزاج منضبط..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جود الحياة

 اظن انه حان الوقت لأكتب عن أجمل شئ حصل في حياتي كلها .. أن يمنحني الله فتاة!  جود اسميتها جود، لأنها كرم كبير من الله، ولأنني استحضرت اسمها...