ماذا تفعل المسافات؟
تميت؟
أم تزيد؟
تقول له متأملة اللاشئ خارج نافذة الحجرة
لا يجيب كعادته
تلتفت له غير متعجبة من صمته.. تتأمله لبرهة وهو يجلس مائلا علي الأريكة ، تفكر أن تكرر السؤال لكنها تمل ..
تماما كملله من أسئلتها وفلسفتها لا تلومه ولن تفعل .. قليلون هم من يطيقون العيش بجانب امرأة مثلها.
تذهب إلى المطبخ لتصنع شيئا تشربه، تفكر في شرب القهوة علي سبيل التجديد هكنها تنفر حتى من رائحتها النفاذة.. فتقرر أن تصنع قدحا من الكاموميل لتنام.
لديها روتين قبل النوم رغم كراهيتها لفكرة الروتين في حد ذاتها، لكن في المساء تشعر بشئ من السكينة في كونها امرأة، فتبدأ فهي تحب بتدليك قدميها بأداة خشبية تشبه مقبض الباب، بها خمس دوائر بنتوئات صغيرة..تضع قديمها علي الأرض وتحركهما فوق هذه الأداة فتشعر بحالة من التحرر والإثارة
تضع مرطب شفاة وتخبئ شعرها بحرص أسفل منديل صغير من الحرير اشترته خصيصا لتحمي شعرها من الوسادات القطنية، ثم تضع كريما برائحة الساكورا الذي يكرهه كثيرا وتحبه هي حبا جما..
من يرى روتينها الليلي يستشعر فيها خيطا أنثويا لا ينضب، والحقيقة أنها كانت كذلك لكن هذا ما تبقي منها ، كفرشاة يزيح بها منقبو الآثار ما وجدوه مدفونا تحت التراب..لكن هل تعيد الكريمات والمرطبات ما فقده القلب من الشغف والحب؟ ما فقده الجسد أمام سطوة الأيام؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق