انني قريبة جدا من بيع كل ممتلكاتي والسفر الي مكان بعيد.. سأشتري كوخا صغير واصنع بيدي فرنا بالحطب، سأخبز الخبز الطازج يوميا واقضي نهاري اشاهد سحابة الدخان الابيض تتصاعد من الفرن وتذوب مع السماء.. لن افعل اي شئ سوي التأمل ولربما فتح الله علي ومنحني مافقدته يوما.. قلمي
اعدك انك ستقرأ في هذه المدونة كل ما يخجل البعض من البوح به.. ستشعر بالحرية انك قرأته، وبالقوة أنك لست وحيدا!
الاثنين، أكتوبر 05، 2020
السبت، أغسطس 22، 2020
الخميس، يونيو 04، 2020
السبت، مايو 30، 2020
قد يبدو الأمر غريبا بالنسبة لي ان يقفز البحر فجأة الي مخيلتي، أمس، لا أحب البحر نهائيا، ولم احبه يوما..
مريبا ومخيفا..
لا اتوقف عن الحلم بتسونامي وانني لن أنجو
لكنني أمس، وأمس فقط وجدت نفسي ممددة على شاطئ في بالي، او بورا بورا.. مكان بعيد ومريب لن اجرؤ ابدا علي ركوب الطائرة او السفينة للوصول اليه مهما تناولت من عقاقير.. لكن، ليتني اتبخر ويعاد لم شملي امام البحر هناك.. في جزيرة نائية تماما..
لا اعرف لماذا لا يحب البشر ما فرض عليهم من انعزال، هل لأنهم في بيوت ضيقة؟ ام لخوفهم من الموت بمرض تنفسي ساذج؟ ان أكثر ما يضايقني ان يموت الانسان هذه الميتة الهزلية دون ان يكون له دور مشرف في الكون.. ميتة لا تليق ابدا بكل ما انتظرنا ان نحيا لاجله ونموت لاجله..
لكن، لربما اقتر يوما واحدا فقط بالنسبة لي أمام المحيط.. ليلة واحدة علي رمل ناعم يواري جسدي كله ووجهي وعنقي ويتغلغل في شعري.. يوم واحد تصطبغ وجنتاي بلون الشمس الحارق، يوم واحد فقط..
الجمعة، مايو 15، 2020
يجب أن آخر علي ركبتي.. واعترف
أن أتوقف عن تصنع القوة والثبات والقدرة الساحرة علي ايجاد الحلول والمرونة في التعامل مع كل المواقف المحبطة والكئيبة والمخيفة التي تقابلها يوميا
ابقي مع طفلي شهورا طويلة بمفردي في المنزل.. تنتهي الحيل مع حلول السابعة مساء واحتاج أن يحتضني اي جسد بشري ويدلك لي ظهري حتي يغلبني النوم..
احتاج اجابات أكثر اقناعا لطفل في الثالثة
احتاج أن أري زوجي كل يوم كما تفعل كل نساء الارض
احتاج أن أتوقف عن الشعور بأنني أم عزباء!! وان غيابك أكثر من حضورك..
احتاج أن أخذ وقتا مستقطعا لألتقط انفاسي واعود لكم بحب اكبر وحضن أوسع...
بكيت لثواني وانت تحادث رفيقك قبل غيابك.. وحين وقفت أمامي قائلا بهدوئك المعتاد انك ستغادر لمستشفي العزل كاد قلبي أن يقف!!
قلت لي حين لمست خوفي بين نبرات صمتي: لا اريدك أن تخافي كوني قوية لأجلي
نعم..كلما التمست راحة في وجودك.. واطمئن وانا أسند رأي علي كتفك..ينتزعك عمل لا مناص من الهروب منه..
كل نساء العالم أهم.. اكرههم
كل مرضى العالم الان أهم..أيضا اكرههم..
اصبحت اكره كل الامور المثالية التي تفعلها..أصبحت أكره التفاني في العمل وأكره غيابك وأكره المرض والحمل والولاده والبعد والأرق وصراخ مرضاك في خلفية محادثاتنا
اكره كل شيء ..كل شيء
انا هنا اصرخ في شاشة صغيرة في سريري واطفالي نائمون..لن يتغير القدر حين استيقظ
لن تستقيل من عملك وتجن وتهرب هناك ..
لن يحدث أي شيء مما حلمت به ابدا
هل تعلم كيف تمر علي الايام يا أحمد؟
هل تعلم انني ارتعب من تحاليلك الدورية..ارتعب من عملياتك ارتعب من وغز إبرة في اصبعك..وكدت افقد الوعي حين وجدت فيديو لك وانت تستخرج جنينا من بطن أمه..سقط الهاتف علي رخامة المطبخ وازحت الفيديو بطرف عيني.. اي سفاح انت؟ هل انت سفاح طيب ام اما امرأة ساذجة؟
هل تعلم كيف مر علي اسبوعين غيابك في العزل؟
لا ارتعب من سخف الكورونا.. فالموت بهذا القدر من الضآلة أمر مشين.. لكن الخوف علي الصغار أصبح هاجسي الأوحد..
كيف اصالح قوة أفكاري علي ضعف امومتي وهشاشتها؟؟
احيانا اندم انني أنجبت أطفالا في هذا العالم.. لكنني اعود لاقول إنها فرصة ذهبية لتدارك كل الخسارات..
انا مفتتة تماما .. كرغيف خبز جاف سقط تحت عجلات سيارة..
لا فائدة من جمعه..
ولا فائدة من أكله!
ليتني املك رفاهية الضعف.. لبقيت نضرة.. لاغويتك لتبقي حين يلح عليك الرحيل الاضطراري
لكنني للاسف.. للاسف.. للاسف الشديد
امرأة
مثل رغيف خبز جاف!
أن أتوقف عن تصنع القوة والثبات والقدرة الساحرة علي ايجاد الحلول والمرونة في التعامل مع كل المواقف المحبطة والكئيبة والمخيفة التي تقابلها يوميا
ابقي مع طفلي شهورا طويلة بمفردي في المنزل.. تنتهي الحيل مع حلول السابعة مساء واحتاج أن يحتضني اي جسد بشري ويدلك لي ظهري حتي يغلبني النوم..
احتاج اجابات أكثر اقناعا لطفل في الثالثة
احتاج أن أري زوجي كل يوم كما تفعل كل نساء الارض
احتاج أن أتوقف عن الشعور بأنني أم عزباء!! وان غيابك أكثر من حضورك..
احتاج أن أخذ وقتا مستقطعا لألتقط انفاسي واعود لكم بحب اكبر وحضن أوسع...
بكيت لثواني وانت تحادث رفيقك قبل غيابك.. وحين وقفت أمامي قائلا بهدوئك المعتاد انك ستغادر لمستشفي العزل كاد قلبي أن يقف!!
قلت لي حين لمست خوفي بين نبرات صمتي: لا اريدك أن تخافي كوني قوية لأجلي
نعم..كلما التمست راحة في وجودك.. واطمئن وانا أسند رأي علي كتفك..ينتزعك عمل لا مناص من الهروب منه..
كل نساء العالم أهم.. اكرههم
كل مرضى العالم الان أهم..أيضا اكرههم..
اصبحت اكره كل الامور المثالية التي تفعلها..أصبحت أكره التفاني في العمل وأكره غيابك وأكره المرض والحمل والولاده والبعد والأرق وصراخ مرضاك في خلفية محادثاتنا
اكره كل شيء ..كل شيء
انا هنا اصرخ في شاشة صغيرة في سريري واطفالي نائمون..لن يتغير القدر حين استيقظ
لن تستقيل من عملك وتجن وتهرب هناك ..
لن يحدث أي شيء مما حلمت به ابدا
هل تعلم كيف تمر علي الايام يا أحمد؟
هل تعلم انني ارتعب من تحاليلك الدورية..ارتعب من عملياتك ارتعب من وغز إبرة في اصبعك..وكدت افقد الوعي حين وجدت فيديو لك وانت تستخرج جنينا من بطن أمه..سقط الهاتف علي رخامة المطبخ وازحت الفيديو بطرف عيني.. اي سفاح انت؟ هل انت سفاح طيب ام اما امرأة ساذجة؟
هل تعلم كيف مر علي اسبوعين غيابك في العزل؟
لا ارتعب من سخف الكورونا.. فالموت بهذا القدر من الضآلة أمر مشين.. لكن الخوف علي الصغار أصبح هاجسي الأوحد..
كيف اصالح قوة أفكاري علي ضعف امومتي وهشاشتها؟؟
احيانا اندم انني أنجبت أطفالا في هذا العالم.. لكنني اعود لاقول إنها فرصة ذهبية لتدارك كل الخسارات..
انا مفتتة تماما .. كرغيف خبز جاف سقط تحت عجلات سيارة..
لا فائدة من جمعه..
ولا فائدة من أكله!
ليتني املك رفاهية الضعف.. لبقيت نضرة.. لاغويتك لتبقي حين يلح عليك الرحيل الاضطراري
لكنني للاسف.. للاسف.. للاسف الشديد
امرأة
مثل رغيف خبز جاف!
الخميس، أبريل 16، 2020
يخفق قلبي بشدة، كلما أري نديم يكبر أمامي..
هذا الصبي الرائع، بل شديد الروعة، مفوه وفطن بخدود حمراء وشعر كيرلي يميل للبني الفاتح..
اعشقه عشقا لا نهائيا،، اقول له علي طريقة زينات صدقي لاسماعيل ياسين: انت قصة حبي يانديم
يضحك احمد بغيرة، يابختك ياعم ضمضم..
لم اعد استطيع التمييز بين خيوط الحب في قلبي، تداخلت المشاعر بين فارس واحمد ونديم فبدا ثلاثتهم كرجل واحد في كل مرة ينسلخ في جسد جديد..
انا لا استطيع الانكار ابدا ابدا انني لست من هواة مرحلة الطفولة قبل العام الاول، خاصة لو كان هذا الطفل ابني..انهار نفسيا بسبب معاناتي الشديدة مع النوم منذ فترة طويلة جدا، الرعاية بالاطفال الرضع تضايقني لانني لا اتحمل ابدا اني اثور او اغضب او يعلو صوتي، اكره النساء العصبيات، وعلم جيدا كم يتطلب الامر من كبح للجام النفس والغضب والاكتئاب لنبدو متوازنات جدا ونحن نسند بمشاعرنا اطنانا من الانهيارات النفسية.. لكن صحة ابنائي النفسية هي اول ما افكر وأقصي طموحي في الحياة ان يخرج من منزلي رجلان متزنان واثقان في نفسيهما ومشاعرهما وفكرهما ..
هو يبدو شديد الروعة وهو يستفسر عن الكون مني..ابدو حكيمة جدا وانا احاول ان اجد اجابات تلائم فكره منذ كان بعمر الايام وحتي قبل ان يتم عامه الثالث بيومين..
عاهدت نفسي ان تكون كل اجاباتي صحيحة ومنطقية وواقعية حتي لو لم يفهمها، لا استخدم مفردات متخلفة مثل العفريت والعو وكدا وخلاص، كل تفصيلة في الحياة لها سبب ولها نتيجة.. وهو المتحكم الاول في هذه النتيجة
قال لي قبل بضعة ايام ونحن عائدون للمنزل: ماما انا عايز اسوق العربية
قلته له: مش هينفع يا دوبي، انت لسه صغير اما تكبر تبقي أد بابا ممكن تسوق.
صمت برهه ثم قال: هو ليه فارس مش بيقعد عالبوتي؟
قلت له عشان فلفل لسه صغير جدا وبيعمل في البامبرز.. قال لي: وانا ليه بقعد عالبوتي: قلت له عشان انت خلاص كبرت ومش بتلبس بامبرز..
قال لي بثقة كأنه قاضي يضرب بالمطرقة الحكم النهائي: انتي قلتي اهو اني كبرت، يبقي ممكن اسوق بقي؟
صدمت من منطقه وقدرته علي استدراجي ليصل الي مايصبو..
اشدت بطريقه تفكيره وقلت له انه ذكي جدا، لكن هو اكبر من فارس واصغر مني، اعتقد انه الان قد يستطيع عقد المقارنات المركبة بسهولة..
لا اعرف لماذا اقع في غرام هذه المرحلة العمرية، ربما لانها تبدو لي عجينة سهلة التشكيل، ويمكن خلالها تدارك كل الاخطاء التي قد نبذل اعمارنا في النضج في محاولج التخلص منها
الحب غير المشروط، العطاء، منح الثقة وحب الجسد وحب الانسان لذاته والاخرين، الجرأة، القوة، الحكمة، الصبر، التأني، التفكير، التخطيط، الحكي والفضفضة.. امور كثيرة اود بشدة ان يحملها ولداي..
اما فارس فلا شك ابدا ابدا انه قطة في جسد بشري، من المستحيل ان يكون هناك انسان يعشق هذا القدر من الحب والحنان والاحضان والربت علي الرأي ويتدحرج علي الارض يمينا ويسارا كالقطط تماما.. ان جل ما يريده فارس هو الحب فقط، هو طفل حسي حركي اتذكر كيف كانت حركته في رحمي، وهو اليوم وان بدا هادئا لكن عيناه شقيتان كالقطط تماما.. يحتاج فقط ان نحبه ونقبله ونحضنه ووقتها سيكتشف هو نفسه بنفسه...
كلما اري صبيه في عمر المرحلة الابتدائية او الاعدادية يسيرون في الشارع، ابتسم رغما عني، لا استطيع تخيل كيف سيكونا، لا شك انني سأكون كبيرة في السن بشكل مضحك، لكن قلبي سيظل يخفق نفس الخفقان كلما رأيتهما يكبران..
هذا الصبي الرائع، بل شديد الروعة، مفوه وفطن بخدود حمراء وشعر كيرلي يميل للبني الفاتح..
اعشقه عشقا لا نهائيا،، اقول له علي طريقة زينات صدقي لاسماعيل ياسين: انت قصة حبي يانديم
يضحك احمد بغيرة، يابختك ياعم ضمضم..
لم اعد استطيع التمييز بين خيوط الحب في قلبي، تداخلت المشاعر بين فارس واحمد ونديم فبدا ثلاثتهم كرجل واحد في كل مرة ينسلخ في جسد جديد..
انا لا استطيع الانكار ابدا ابدا انني لست من هواة مرحلة الطفولة قبل العام الاول، خاصة لو كان هذا الطفل ابني..انهار نفسيا بسبب معاناتي الشديدة مع النوم منذ فترة طويلة جدا، الرعاية بالاطفال الرضع تضايقني لانني لا اتحمل ابدا اني اثور او اغضب او يعلو صوتي، اكره النساء العصبيات، وعلم جيدا كم يتطلب الامر من كبح للجام النفس والغضب والاكتئاب لنبدو متوازنات جدا ونحن نسند بمشاعرنا اطنانا من الانهيارات النفسية.. لكن صحة ابنائي النفسية هي اول ما افكر وأقصي طموحي في الحياة ان يخرج من منزلي رجلان متزنان واثقان في نفسيهما ومشاعرهما وفكرهما ..
هو يبدو شديد الروعة وهو يستفسر عن الكون مني..ابدو حكيمة جدا وانا احاول ان اجد اجابات تلائم فكره منذ كان بعمر الايام وحتي قبل ان يتم عامه الثالث بيومين..
عاهدت نفسي ان تكون كل اجاباتي صحيحة ومنطقية وواقعية حتي لو لم يفهمها، لا استخدم مفردات متخلفة مثل العفريت والعو وكدا وخلاص، كل تفصيلة في الحياة لها سبب ولها نتيجة.. وهو المتحكم الاول في هذه النتيجة
قال لي قبل بضعة ايام ونحن عائدون للمنزل: ماما انا عايز اسوق العربية
قلته له: مش هينفع يا دوبي، انت لسه صغير اما تكبر تبقي أد بابا ممكن تسوق.
صمت برهه ثم قال: هو ليه فارس مش بيقعد عالبوتي؟
قلت له عشان فلفل لسه صغير جدا وبيعمل في البامبرز.. قال لي: وانا ليه بقعد عالبوتي: قلت له عشان انت خلاص كبرت ومش بتلبس بامبرز..
قال لي بثقة كأنه قاضي يضرب بالمطرقة الحكم النهائي: انتي قلتي اهو اني كبرت، يبقي ممكن اسوق بقي؟
صدمت من منطقه وقدرته علي استدراجي ليصل الي مايصبو..
اشدت بطريقه تفكيره وقلت له انه ذكي جدا، لكن هو اكبر من فارس واصغر مني، اعتقد انه الان قد يستطيع عقد المقارنات المركبة بسهولة..
لا اعرف لماذا اقع في غرام هذه المرحلة العمرية، ربما لانها تبدو لي عجينة سهلة التشكيل، ويمكن خلالها تدارك كل الاخطاء التي قد نبذل اعمارنا في النضج في محاولج التخلص منها
الحب غير المشروط، العطاء، منح الثقة وحب الجسد وحب الانسان لذاته والاخرين، الجرأة، القوة، الحكمة، الصبر، التأني، التفكير، التخطيط، الحكي والفضفضة.. امور كثيرة اود بشدة ان يحملها ولداي..
اما فارس فلا شك ابدا ابدا انه قطة في جسد بشري، من المستحيل ان يكون هناك انسان يعشق هذا القدر من الحب والحنان والاحضان والربت علي الرأي ويتدحرج علي الارض يمينا ويسارا كالقطط تماما.. ان جل ما يريده فارس هو الحب فقط، هو طفل حسي حركي اتذكر كيف كانت حركته في رحمي، وهو اليوم وان بدا هادئا لكن عيناه شقيتان كالقطط تماما.. يحتاج فقط ان نحبه ونقبله ونحضنه ووقتها سيكتشف هو نفسه بنفسه...
كلما اري صبيه في عمر المرحلة الابتدائية او الاعدادية يسيرون في الشارع، ابتسم رغما عني، لا استطيع تخيل كيف سيكونا، لا شك انني سأكون كبيرة في السن بشكل مضحك، لكن قلبي سيظل يخفق نفس الخفقان كلما رأيتهما يكبران..
الأربعاء، أبريل 08، 2020
لم احب يوما ان اظهر في صورة الضحية، هذه الصورة مثيرة للاشمئزاز في مخيلتي، اعتدت الوقاحة فترة من عمري ثم انتهجj من الصمت منهجا قويا للاستمرار، كان نافعا جدا لاني اعتزلت البشر فترة ليست بالقصيرة، لكن اليوم انا ضعيفة فوق ما أتخيل.. هشة كقطعة دوناتس
تذيبني التشيلو، ابكي كثير، أتناول العقاقير بجنون، اضع المكياج في المنزل، احاول ان الملم شتات نفسي لكن خواطر كالنيازك تمر حارقة كل افكاري ومشاعري، يبدو انني لم اعرف نفسي ابدا.
وقفت اليوم امام المرآة في المساء.. بدا مظهري غريبا جدا جدا.
هالات سوداء من سهري الطويل ليلة أمس دون الحصول علي قدر كاف من النوم.. لم تعد القهوة تجدي أي نفع، قد اصبح مدخنة في يوم من الايام، احتاج ان استيقظ، تشعلني الأفكار بجنون فتتقد عيني، لكن الأفكار افقدها بسبب إرهاق عقلي الدائم.. شعري قصصته بيدي للمرة الاولي قبل يوميا دون ان اذرف دمعه..فقد جسدي كل ملامحه كأنني استعير جسد امرأة اخري ليست أنا!
كل ما أملكه رغبته بشدة وحصلت عليه، لكن الحفاظ على ارثك في الحياة أمر مرهق وشاق، خاصة لو كن هذا الارث روحين نضرتين كولدي.. لا اتوقف عن التفكير فيهما، أتخيلهما رجلين يافعين جميلي الطلة والروح، احاول بكل ما املك من وقت وجهد ان اجعل طفولتهما سعيدة مهما انهكني التعب، نلعب ونأكل ونمارس الجنون بكل حب..
أعشقهما بجنون كما لم اعشق من قبل حتي انني حين يناما اتصفح صورهما وابكي..
اعرف كل تفصيلة في وجهيهما وجسدهما، خطوط الأنف والذقن ونغزتي الشفاه التي ورثاها مني، ضحكتهما، تشابههما واختلافهما، اغرق وانا ادون لهما مذكرات عن ايام طفولتهما و أحاول ان ان اكون عادلة ومنصفة ومحبة وعاشقة، علها تكون الذكرى الوحيدة الباقية لهما مني في يوم من الايام..
اعشق نديم حين يقول لي:" بحبك اوي يا ماما" اذوب عشقا في صوته وحضنه الذي علي قدر صغره فهو يسعني ما حييت..
اعلم نديم الحب مند كان نطفة في رحمي، اقرأ له واغني له واكتب له، ومنذ فترة ليست بالطويلة بدأ يبادلني الحب..
لطيف المعشر وفطن، ادك المذكر من المؤنث بفطرته فانا دائما اقول له قبل ان يخلد الي النوم:"انت حياتي وروحي يا نديم"
فبادرني بذكاء" وانتي حياتي وروحتي يا ماما..
حاول ان يضفي لفظ التأنيث علي الروح.. لن أنسى هذه الكلمة ما حييت
اما فارس، فقد ولد عاشقا، بعينين واسعتين كالقمر ليلة اكتماله، عاشق هو منذ كان جنينا، خاض معي ما يشعرني بالذنب وتأنيب الضمير كلما نظرت لعينيه.. يحبني بجنون .. لم أتخيل لحظة أن يحبني اطفالي..
كنت اقول لاحمد ذلك كثيرا وانا في لندن.. انني اخشى الا يحبني ولدي او لربما يعاملني بفتور أو اعتيادية..
لهذا وضعت نصب عيني هدفا، انني سأشبعهما حبا.. سأنير دروبهم بشعلة هذا الحب .. لن أتوقف عن منحهما الحب كلاما وفعلا وخبزا..
وفي كل يوم يمر واري انعكاس هذا الحب الذي زرعته في عيونهم اشعر كأنني ملكت العالم بما فيه..
لكنني حين اقف امام المرآة في المساء، لا أرى نفسي..
حني انني لا اذكر كيف كانت هذه النفس من قبل،،
هناك اعوام سقطت من عمري سهوا، لا اذكر منها سوى رقهما فقط، وهناك أعوام محفورة في ذاكرتي مهما حاولت محيها لا تمحى ابدا ابدا
احيانا اقول انني وقبل سنوات طويلة ايضا كنت اقف امام المراة و أفتقد نفسي السابقة.. وهكذا دواليك في كل فترة من العمر، نفتقد ما مضى دون ان نملك قدرة الاستمتاع بما نملك.. ولو مر بي العمر للإمام سأشتاق لهما طفلين وانا ام شابة تلاغي وتلعب وتطهو
لكن وحتي قبل ذلك بسنين.. وحتى اليوم... وبعد اليوم.. انا لست انا
وحدي من يعرف السر، وحدي من يدرك السبب في انعزالي داخل صندوق كالتابوت
اليوم قال لي ابنة خالتي علي جروب العائلة حين بدأنا فقرة الهزل الليلة عن السمنة وكثرة الطعام مع الحجر الصحي، قلت له انني وياللعجب افقد وزني لانني كنت قد اعتدت فترة طويلة علي طلب الطعام الجاهز مساء للتسلية امام فيلم ومع ازمة هذا الوباء السخيفة اكثر ما يثير حنقي انني توقفت عن طلب الطعام مساء.. وفي المنزل أصنع طعاما شهيا جدا للصغار ولزوجي طوال اليوم ..لكن ابن خالتي اهانني بشدة وهو يرى مني زوجة مدللة لا تهتم بالمنزل ولا تعير اهتماما قائلا انني يجب ان اتعلم فنون الطهي ومهاراته من زوجته الحبيبة!!!
لا اعتقد انه يعرف ولو تفصيلة واحدة صغيرة عن حياتي ويومي.. زوجي يعمل طوال الاسبوع وانا اعيش مع صغيرين وحدي تماما اعتني بهما واشتري طلبات المنزل واطهو لهما الطعام الصحي طوال الوقت، وحين يعود احمد يجد عشاءه الشهى الساخن أمام التلفاز حيث يحب.. أظل مستيقظة رغم ارهاقي الشديد حتى الخامسة صباحا لأطمئن علي عودته.. اطهو للغرباء كثيرا جدا جدا جدا فوق ما يتخيل هو ارسل الطعام لاصدقائي و حماتي وامي كمفاجئات صغيرة مذيلة باسمي نديم وفارس.. ربما لا أجيد صنع السينابون كما تفعل زوجته لكنني لو صنعت السينابون سيلقى مصيره في سلة القمامة لأن أحمد لن يتناول سوى قطعة والصغار لن يتناولوا هذا القدر من السكر..
لا يعرف كم أبذل من الجهد وانا احملها معي بالسيارة لاشتري طلبات المنزل وتفاصيله لا يعرف كم صفحة اتابع لأصنع لهما مالذ وطاب.. لكنه مصمم ان يحصرني في دور المرأة اللامبالية الكسولة.. لربما لم تتحمل زوجته ولو خمسة اعشار ما اتحمل يوميا، هو لا يطيق عليها الغبار وهي كسولة حقا ولا تعمل ورغم كل ذلك تحب الطهي فقط ولا تجيد غيره ولم تعمل طوال حياتها!!!! ومع ذلك فقذ حصرني في دور غير المسؤلة في حين أصبحت هي امرأة مسؤولة بسبب السينابون والكيك!
انني ابكي كطفلة صغيرة بسبب هذه المواقف الصغيرة جدا.. لا اعرف لماذا يصر الجميع على حصري في أدوار قد تبدو ملائمة لملامحي الحادة وافكاري المتناثرة وحياتي التي كانت صاخبة..دون أن تمس حقيقتي ابدا... لا احد يتخيل كم أنا امرأة مستكينة بالكامل، امرأة تبذل كل وقتها بالمنزل ولو كانت امرأته تعشق الطهي فانا اعشقه ايضا، لكنني لا اعرف كيف أقول هذا للناس، حماتي تصر انني لا اهتم بطعام نديم لديها اعتقاد راسخ ان الطفل يجب ان نركض وراءه بصحن ملئ بالطعام..
لكن ولدي رجل راقي جدا يجلس على المائدة و يضع منديلا على ساقيه و يتاول الطعام معي انا ووالده بكل انضباط يفوق عمره بسنوات، وحين يرفع الطعام هو يعرف انه لن يحصل على وجبه أخرى بل سيحصل علي فاكهة او سناكس او حلوي فيجب عليه الالتزام بضوابط المائدة..
احاول ان ازرع فيه وفي شقيقة عادات ستساعدني في تنشئتهم كمراهقين واحاول ان يدرك هو بهذه الضوابط الصغيرة ان للمنزل تقاليد خاصة.. والغريب ان نديم لا يتوقف عن القول صراحة" انا بحب بيتنا الجميل الهادي"
تخرج الكلمات من فمه عذبة مثل صوته.. يردد كلماتي التي ازرعها فيه حين أصف له كل ركن في منزلنا بأوصاف جميلة.. فبدأ هو يبادلني هذه الأوصاف باوصاف اجمل واشهي حين هتف لي مرة بعد ان أبدلت شراشف الفراش" واو.. تسلم ايدك يا ماما.. السرير روعة.. سريرنا الجميل الدافئ"
هذه الكلمات وهذه التفاصيل اتعب جدا في زرعها والمثابرة على فعلها .. لكن لا احد يري اي شئ.. لا احد يراني اصلا..
تعبت كثيرا ، يبدو انني اعود هنا في كل مرة ينال مني الإرهاق مناله.. اتمنى ان استمر في الكتابة حتى لا تتيبس كلماتي
الثلاثاء، أبريل 07، 2020
أمضيت ثلاث ساعات أمام الشاشة اكتب وامسح الكلمات بتوتر غريب.. ليس الأمر بالجديد علي.. فقدت اعتدت زر العودة للوراء أكثر من الضغط علي الحروف منذ سنوات طويلة فقدت القدرة على عدها..
اريد ان اخبركم امرا عن فتاة تحب الكتابة، ثم أصبحت امرأة ومازالت تحب الكتابة، ثم تزوجت، وياللعجب، مازالت تعشق الكتابة، ثم انجبت، ويا عجب علي عجب.. مازالت تبكي كلما قرأت نصا مؤثرا!
العمل والسفر و التجارب تثري المفردات وتثري الخيال، لكن يبقى الحب هو الأمر الوحيد الذي يثري الإحساس، هو النار التي تطهي الكلمات قبل البوح، يبقي الرجل هو نقطة الارتكاز وهو ايضا نقطة السقوط، مهما حاولت المرأة أن تفني نفسها في تجارب تضفي عليها قدرا من الحداثة..
لكنني أقولها صراحة، واقرأها بين سطور الأصدقاء بخجل..
هناك دوما رجل قد أساء التصرف..
وهناك دوما رجل..
قد أساء الحب!
اعلم تمام العلم ما يفتعل في قلب كل امرأة، كل خفقة، كل انتفاضة، كل نار تبدأ من أعلى المعدة وتشتعل بالصدر لتخرج كتنهيدة ثقيلة، حارة وحارقة..
و امرأة- مثلي-حرقت من الأوراق أضعاف ما احتفظت وانتهت قبل البدء، لم تعد تملك حق البوح..
أقف في نقطة حائرة، فيبدو كل شئ جارحا، مريبا، مخجلا، مثيرا للتساؤل..ولأنني التمس من الصراحة منهجا واضحا في حياتي فأشعر كلما جهزت نفسي للكتابة كمن يختنق بالماء!
ان أبسط النصوص تبدو لي ملتفة كمن يتدرب على انتقاء الاجابات في حال جلس علي جهاز كشف الكذب!
اننا عرفنا العالم من اقلام الرجال، عرفنا الحب منهم، عرفنا العالم منهم، عرفنا الحياة منهم، سمعنا عن الحروب منهم، ووقعنا في الأزمات منهم
حتى اننا -كنساء- وياللعجب تعرفنا علي أجسادنا من الرجال..تعرفنا علي ما يجب ان نشعر ومالايجب ان نشعر منهم، تعرفنا علي اكثر مشاعرنا الحميمية منهم، يبدو ان خروج الرجل من الكهف اولا كان سببا في كل ما وقنا جميعا به واحدا تلو الاخر!!
اعتقد ان العالم اليوم يحتاج ان يكتب بقلم أنثى، يحتاج أن يقاد بعقل انثى، يحتاج ان تبدأ المرأة في قولبة مشاعر أجيال من الرجال..
يحتاج الرجل هو أن يعرف نفسه من خلال المرأة، يحتاج ان يشك في نفسه، يحتاج ان ينهار باكيا على أعتاب افتراضات خاطئة.. يحتاج ان يمارس أدوارا لا يعرف من بحق الجحيم الصقها برجولته، ويحتاج أن يراجع نصوصه وخيالاته وحروفه الف مرة خوفا من ان تلصق تهما اخلاقية به!
يحتاج الرجال ان يعتادوا الكتابة بأسماء النساء، يحتاج الرجال أن يعتادوا اخفاء هويتهم كذكور..، يحتاجوا التنكر بأزياء نسائية قبل دخول قاعات المحاكم، وسيحتاجون للحلاقة الناعمة جدا قبل ان يملكن حق رفع الصوت للاعتراض!
ان الكاتبات اليوم مازلن يصارعن في بداية الطريق،كطفل يتعلم الحبو.. انهن في مرحلة التعرف على أنفسهن علي الورق عن طريق ما يسميه اغلبهن "بوحا" أكثر منه "كتابة"
والبوح هو طريقة يفضفض بها الإنسان مع ذاته ومع شخوصه مقربين.. لكن العالم يحتاج لنساء يملكن من الشجاعة "او ما قد يسميها البعض وقاحة" ان يقلبن المعايير..
يحتاج عالم الغد ان يقرأ الحب من قلم انثى..
يحتاج ان يعرف عن الحروب من قلم انثى..
ويعرف عن العالم الخارجي من قلم انثى..
ونهاية-او لربما بداية- يحتاج الرجل أن يعرف نفسه هو وجسده هو ونواقصه هو ورغباته هو واحلامه هو، من قلم انثى!
https://soundcloud.com/search?q=%D8%B2%D8%A7%D8%B1%20%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85%20%D9%85%D9%8A%D9%83%D8%B1%D9%81%D9%88%D9%86&query_urn=soundcloud%3Asearch-autocomplete%3A70e71d04d071410da43a2e3b4b16d041
كم احب هذه القطعة الجميلة الهادئة..
استمعت اليها وانا اشاهد فيلم ماكيروفون بالصدفة، تقريبا كنت اجهز الغذاء او لربما كنت جالسه امام التلفزيون - لا اذكر- لكنها اعجبتني جدا.. تجذبني الموسيقي من رموش عيني .. وقعت في غرامها.. وكلماتها ايضا منمقة ولطيفة رغم عدم محبتي للفرق الجديدة ولا لكلماتهم واسلوبهم .. لكن يبدو ان احدهم احسن صنعا..
وجدت نفسي الجأ لهده المقطوعة طيلة عام او يزيد كلما هدأ السكون ضعفين ونام الصغار واشتقت لشئ غامض في نفسي.. استمع اليها وافتح المدونة.. وانتظر فرج الله، تنساب الكلمات احيانا،، واحيانا اخري يسود الصمت او انشر مسودات فارغة وانام..
لكن هذه الليلة لا اريد ان انام، ولا اريد للسكون ان يستمر.. ولا اريد ان تنتهي هذه الاغنية
كم احب هذه القطعة الجميلة الهادئة..
استمعت اليها وانا اشاهد فيلم ماكيروفون بالصدفة، تقريبا كنت اجهز الغذاء او لربما كنت جالسه امام التلفزيون - لا اذكر- لكنها اعجبتني جدا.. تجذبني الموسيقي من رموش عيني .. وقعت في غرامها.. وكلماتها ايضا منمقة ولطيفة رغم عدم محبتي للفرق الجديدة ولا لكلماتهم واسلوبهم .. لكن يبدو ان احدهم احسن صنعا..
وجدت نفسي الجأ لهده المقطوعة طيلة عام او يزيد كلما هدأ السكون ضعفين ونام الصغار واشتقت لشئ غامض في نفسي.. استمع اليها وافتح المدونة.. وانتظر فرج الله، تنساب الكلمات احيانا،، واحيانا اخري يسود الصمت او انشر مسودات فارغة وانام..
لكن هذه الليلة لا اريد ان انام، ولا اريد للسكون ان يستمر.. ولا اريد ان تنتهي هذه الاغنية
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)
جود الحياة
اظن انه حان الوقت لأكتب عن أجمل شئ حصل في حياتي كلها .. أن يمنحني الله فتاة! جود اسميتها جود، لأنها كرم كبير من الله، ولأنني استحضرت اسمها...
-
هذا هو أكثر مكان أحبه وأشعر فيه بالراحة.. بدأته قبل عشر سنوات.. هم عمر زواجي اذكر متى بدأت الكتابة به بالتحديد .. انظر من بعيد لعالم يتسابق ...
-
عندي مساحة من الخيال محببة لنفسي حين أكون مجهدة جدا لا أستطيع النوم مباشرة لكنني ادخل في مساحة من الأحلام لا هي نوم ولا هي يقظة.. لا هي وعي...
-
أنا محاصرة بعدد مريب من الشخصيات المضطربة، اكتشفت في نفسي مرونة غير متوقعة، وكأنني اصبحت مطاطية أكثر مني صلابة، فبتت اتمدد من الجنون والضرب...
