قليلة هي الأيام التي يثيرني فيها أي شئ .. أنا شديدة الصلابة فيما يتعلق بالاستمالات
قضيت صيفا حارقا .. لم استمتع فيه نهائيا.. استشعرت معنى مختلف في سعادة الصغار لكن مر وقت طويل لم أشعر فيه بسعادة غامرة في قلبي.. سعادة تميتني ضحكا أو تجعل قلبي هكذا ينتفض انتفاضا.. يبدو أنني أعاني من اكتئاب شديد لكنه أمر ثانوي تماما.. فما بقي من العمر لن يكون بمقدار ما مضى..
منحنى الله صفة لا أعرف ان كانت نعمة أم نقمة..فجزء من وسائلي النفسية الدفاعية هو الإنكار.
إنكار الامر تماما حتى يتشوش مع الوقت.. وحين أعود إليه بذاكرتي أجده كصورة مكبرة ليس لها ملامح.. مجرد ألوان مشوشة متداخلة..
تنسيني هذه الصفة ملامح الأوجاع لكن أثرها لا يبرحني لحظة.. وحين أغوص مستكشفة أصول الألم لا أجد الا التشويش فأزداد تشويشا لأنني لا أعرف تحديدا من المتهم؟ أين السبب؟
يجب ان استمر في الكتابة.. رغم كل الضوضاء حولي والفراغ داخلي.. يجب أن أستمر مهما حدث .. لقد نضبت تماما وأصبحت العودة واجبة .. أضبط هاتفي كل يوم في تمام الرابعة لكنني أفشل في القيام من الإجهاد.. سيأتي وقت أضع الاجهاد فيه تحت حذائي واستيقظ .. بالتأكيد سأستيقظ لأكتب كل يوم فجرا كما اعتدت سابقا وكما أنجزت روايتي الأولى .. يجب أن يعود كل شئ لوضعه الأول.. لبداياته.. يجب أن أتتبع هذا الخيط الواهن الرفيع الشفاف لأعود إلى نقطة ارتكازي الأولى حيث الحقيقة.. وحيث هناك سأتمكن من التماس الطريق الصواب
هناك شئ بداخلي.. ندبة عميقة.. عميقة جدا .. لا أقوى علي الفرار منها .. أنكرت وتشوشت الصورة لكنها مازالت واقفة هناك لا أعرف ما هي .. من أين تكونت ومتى نشأت
أملك غضبا شاسعا.. وهذه حقيقة مهما بدت عادية لكن يوم الثلاثاء الماضي فقط أدركتها! كنت استعد للنوم بعد سفر طويل وقبل أن أغمض عيني استطعت للمرة الأولى منذ زمن طويل أن أحدد شعورا واحدا .. أن أمسكه من عنقه وأقف ناظرة له في عينيه وأنا أقول: أنت الغضب.. أنت هو
غضب لو تركت له العنان لن اتسطع كبحه أبدا .. أعرف شخوصه واحدا واحدا .. لكنني لا أستطيع المواجهة فأنا امرأة جبانة جدا مهما أتقنت أدوار القوة والسيطرة.. لا أستطيع حتى اطلاق اللوم عليهم في خيالي .. فأعيش حياتي في هروب مستمر.. هروب من أفكاري قبل واقعي..
أذكر في مرة احتدت علي إحدى النساء في تمرين الصبية لأنني أخذت كرسيا كانت قد وضعت عليه اغراضها وتركت عليه الأغراض لأكثر من ساعتين وصغاري لا يملكون كرسيا للجلوس فوضعت أغراضها علي الطاولة وأخذت الكرسي فمهما طال صبري فأنا أكره الغباء والأغبياء.. وحين عادت تشاجرت معي ..وقتها شعرت أنني أجلس في فقعة من الزجاج.. انظر إليها وهي تتحدث دون أن اسمع ماذا تقول.. وأراها تتحرك دون أن تتحرك شعرة في رأسي. تركتها تتحدث وأنا افكر بيني وبين نفسي لماذا لا أقوم وألكمها في وجهها؟ لماذا لا أرد علي غبائها؟ لماذا حتى لا ألتفت إليها وأترك الكتاب..
أدركت أنني لا أحب المواجهات.. مهما ملكت من المنطق والحجة فأنا أكرهها .. وأهرب فورا من أي موقف قد يضعني في مواجهة مع أي شخص ..
هذه المناوشات الصغيرة تترك داخلي غضبا واسعا لم أعد أدرك من أين بدأ ومتى سيتوقف..
يجب أن أتصرف بطريقة تتلائم مع الذكرى التي ستبقي لهم.. لكن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق