حلق نديم اليوم الي المدرسة..
كنت متأثرة جدا في المساء حين خلدنا للنوم سويا فأمسك كفي بيده الصغيرة وقبلها وقال لي بحنان: إنتي المهمة يا ماما..
انتفض قلبي وادعيت انني لم اسمعه جيدا وقلت له: ماذا تقول؟ فكرر قبلته وانكمش اكثر في حضني وقال: أنتي المهمة.. أنتي أكتر واحدة مهمة..
كم مرة بكيت بسبب فرط عذوبة كلماته؟ لا اذكر.. ترقرقت عيني بالدموع التي حجبها سواد الليل..
ثم فاضت مشاعري مرة أخرى صباحا وأنا أساعده علي ارتداء ملابسه.. وانا اتناول القهوة معه صباحا.. كان كل شيء يعيدني الى نقطة البداية.. حين حملته بيد ذراعي ووجدت العمر طويلا أمامي كأنه سيظل رضيعا للأبد.. وسأظل ساهرة أعاني من اضطرابات النوم للأبد..
لكنه الآن بدا لي كبيرا جدا وهو يحمل حقيبته الصغيرة ويتحه للسيارة بسعادة..
مازلت لا أثق في كوني أما جيدة، ما زلت أعاني من نقص شديد في الثقة أمام قدرتي علي تقديم الأفضل لأولادي، ما أفعله هو فقط الحاولة لأن أكون صادقة وصدوقة، لأن أكون مصدر أمان لهم من أي هواجس قد تطالهم تجاه تساؤلات الطفولة المبهمة، او خوف من الدنيا ومن العالم بالخارج..
أحيانا أتمنى لو أعرف الغيب، وأحيانا أخرى أجد في نفسي تسليما غريبا لما يمنحه الله لي من لحظات صفاء أو عبوس..
مازلت لا أصدق أن الأيام تمر وأن الأطفال حقا يكبرون بسرعة كما يذكرني هاتفي باستمرار..
لكن اليوم وهو يخطو أولى خطواته تجاه الحياة الجادة.. فأنا ممتنة للأمومة لأنها عرفتني علي نفسي التي ضللت طوال سنوات طويلة..
12 سبتمبر 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق