الثلاثاء، سبتمبر 14، 2021

 أنا محاصرة بعدد مريب من الشخصيات المضطربة، اكتشفت في نفسي مرونة غير متوقعة، وكأنني اصبحت مطاطية أكثر مني صلابة، فبتت اتمدد من الجنون والضربات.. اتسائل: الا استطيع المواجهة؟

الحقيقة أنني لا أفضل المواجهات وليس خوفا او عدم استطاعة.. 

لكنها المواجهة تعني افحاما لمن امامي واذلاله واحكام قبضتي علي عنقه حتى الموت.

لا اعرف ان كانت السادية من صفات أنثى العذراء، لكنها تقبع في جانب مظلم من روحي .. هناك.. لربما أحتاجها يوما.

لكن هل يجوز احكام قبضتي علي كل المضطربين حولي، الذين يمارسون جنونهم علي كأنني حائط منيع لا اتأثر.. كأنهم يملكون هوسا غيري وفهما للحياة اكثر مني وحكايات... حكايات كثيرة مليئة بتفاصيل تشبه شجارات الشوارع..

اقابل كل هذا الهوس بالصمت وبابتسامات المجاملة واحيانا بنصائح تثير بلاهة في عيونهم !

لا أعرف ان كنت حكيمة أكثر من اللازم، أم متزمتة، ام واقعية.. 

لربما الواقعية هي الاكثر انصافا لوصفي، لم اعد أطيق الحيرة والتساؤلات.. حتى لو كنت امارسها بحرفية علي الورق وداخلي لكن احساسي بالمسؤولية تجاه الاخرين يدفعني لمنحهم حلول، وحصر اجابات الحيرة في اجابة او اثنين علي الاكثر... لا ان اجلس واتفلسف معهم! 

__________________________________________

بعد كل هذا العمر، مازلت بعيدة كل البعد عن حقيقتي.. حتى أنني احيانا أحلم بخيال أو بروح تتكرر دوما في خيالي احسبها أنا الحقيقية.. لكنني حين اواجه نفسي في المرآة وهو أمر نادرا ما يحدث اتعجب حقا من هذه المرأة.. حتى كلمة امرأة لا تلائمني.. ولا حتى كلمة فتاة.. ولا أنثى... لا اعرف ان كنت حقا امراة.. ارى نفسي عجوز جدا.. لست امرأة عجوز.. انا شخص عاجز كأنني امرأة ورجل في آن واحد..

لا احسب كل امراة تثق في كونها امرأة، ولا كل رجل هو رجل.. كأننا بضع قطرات من الجنسيين نتحد معا وما يزيد بمقدار يصبح هو السائد.. فنعيش حياتا نواري الجزء الاخر منا.. فيبجث الرجل عن من يشبع رغبة دفينة داخله بالدلال، وتشعر المرأة برغبة قوية في السيطرة والقيادة..

حيانا اشعر ان المسئولية الملقاة علي عاتقي هي ما تجعلني لا التفت كثيرا لكوني امرأة.. ولا أرجح كوني رجلا... أشعر أنني اتأرجح بين الدورين بطريقة تصيبني بدوار، الغريب أنني حين اجلس أسبح في جوف الليل أو حين اتأمل الغروب وحدي في لحظات نادرة.. اكتشف هشاشة مريبة .. هشاشة لم تولد امس.. انها هناك منذ زمن طويل.. منذ كنت طفلة في العاشرة لربما.. ولهذا عشت سنيني الطويلة لا افعل اي شيء سوى بوضع طبقات سميكة لحمياتها .. مم؟

من أن تظهر فأشعر بالخجل لكوني هذه النسخة..

اعرف بشرا يستغلون حساسيتهم وهشاشتهم في ممارسة الجنون علي الاخرين بكل اريحية ، كأن تجد رجلا عصبي لا يستطيع تحمل قشة فوق ظهره فينتفض كثور هائج ويبرر ذلك أنه عصبي.. لا أنه هش.

أو امرأة تبكي كلما رمش لها أحد قائلة إنها لا تحب هذا أو ذاك، والحقيقة هي هشاشتهم التي يستغلونها لطريقة لئيمة .. وأحيانا مثيرة للشفقة.

___________________________________________

إنني كلما حاولت الكتابة بحثا عن الهدوء والاتزان، تثار نفسي وأشعر بالغضب..

أشعر بالحماقة والقزمية وقلة الحيلة..

الغضب!

أحيانا اشتاق لأن أتنفسه.. اصرخ في المارة، في السيارات المجاورة، أصرخ في اطفالي، أصرخ في زوجي، أمارس أي طقس من طقوس الغضب.. 

أنفجر باكية وأنا اقذف الكئوس أو اي شئ في طريقي.. لكن عقلي يعمل بسرعة الصاروخ فأعرف أنه لا جدوى من الصراخ.. فأصمت

الكتابة هي ملاذي.. مسوداتي الكثيرة التي لا اعرف اين اضعها ولا متى كتبتها،كأنني اتعمد نثرها في كل مكان.. لكن حتى الكتابة أصبحت عبئا علي قلبي حين اشرع في كتابة أي شئ ولا تطاوعني الكلمات، فأشعر بالخذلان واصمت ايضا...

الكلام.. 

حين تربي الأم اطفالا صغار، يصبح حديث البالغين أمرا نادرا في حياتها فيتقلص تدريجيا حتى يختفي ولا تعرف كيف تفتح كلاما مع أحد.. فهي تقضي أعواما طويلة تتحدث لطفل وتفهم همهمات وكلمات غير مفهومة للآخرين.. وتعيد تسميه الأشياء لتشرح له الحياة.. وهنا تتراجع المفردات حتى تختفي، ويصبح الأمر مربكا بالنسبة للكاتبات أيضا.. فتراجع المفردات يعني النضوب. والنضوب يعني الموت..

لكنني لا أصف حالتي بالموت، إنها أقرب لفقدان الوعي، الغيبوبة.. 

متى ينتهى الحديث؟

ينتهى حين نشعر بالملل!

الأحد، سبتمبر 12، 2021

 حلق نديم اليوم الي المدرسة..

كنت متأثرة جدا في المساء حين خلدنا للنوم سويا فأمسك كفي بيده الصغيرة وقبلها وقال لي بحنان: إنتي المهمة يا ماما..

انتفض قلبي وادعيت انني لم اسمعه جيدا وقلت له: ماذا تقول؟ فكرر قبلته وانكمش اكثر في حضني وقال: أنتي المهمة.. أنتي أكتر واحدة مهمة..

كم مرة بكيت بسبب فرط عذوبة كلماته؟ لا اذكر.. ترقرقت عيني بالدموع التي حجبها سواد الليل..

ثم فاضت مشاعري مرة أخرى صباحا وأنا أساعده علي ارتداء ملابسه.. وانا اتناول القهوة معه صباحا.. كان كل شيء يعيدني الى نقطة البداية.. حين حملته بيد ذراعي ووجدت العمر طويلا أمامي كأنه سيظل رضيعا للأبد.. وسأظل ساهرة أعاني من اضطرابات النوم للأبد..

لكنه الآن بدا لي كبيرا جدا وهو يحمل حقيبته الصغيرة ويتحه للسيارة بسعادة..

مازلت لا أثق في كوني أما جيدة، ما زلت أعاني من نقص شديد في الثقة أمام قدرتي علي تقديم الأفضل لأولادي، ما أفعله هو فقط الحاولة لأن أكون صادقة وصدوقة، لأن أكون مصدر أمان لهم من أي هواجس قد تطالهم تجاه تساؤلات الطفولة المبهمة، او خوف من الدنيا ومن العالم بالخارج.. 

أحيانا أتمنى لو أعرف الغيب، وأحيانا أخرى أجد في نفسي تسليما غريبا لما يمنحه الله لي من لحظات صفاء أو عبوس.. 

مازلت لا أصدق أن الأيام تمر وأن الأطفال حقا يكبرون بسرعة كما يذكرني هاتفي باستمرار..

لكن اليوم وهو يخطو أولى خطواته تجاه الحياة الجادة.. فأنا ممتنة للأمومة لأنها عرفتني علي نفسي التي ضللت طوال سنوات طويلة..

12 سبتمبر 2021

جود الحياة

 اظن انه حان الوقت لأكتب عن أجمل شئ حصل في حياتي كلها .. أن يمنحني الله فتاة!  جود اسميتها جود، لأنها كرم كبير من الله، ولأنني استحضرت اسمها...