هذا هو أكثر مكان أحبه وأشعر فيه بالراحة..
بدأته قبل عشر سنوات.. هم عمر زواجي اذكر متى بدأت الكتابة به بالتحديد ..
انظر من بعيد لعالم يتسابق لهثا وراء الظهور وأنا أبذل كل طاقتي للاختفاء.. كأنني أخجل من البوح .. هذه حقيقة.. اخجل كثيرا.. حتى في مساحتي هذه يساورني الخجل..
انتظر طفلا ثالثا!!
هو أمر يبدو جنونياً تماما.. عاد لي خوفي من الولادة! وفي زمن ايضاً تتسابق فيه الأمهات على فتح بطونهن لا أستطيع تخيل نفسي مخدرة بالكامل وبجرح اسفل بطني ومعاناة شديدة مع ألم الجرح وطفل رضيع!
أتحمل الولادة الطبيعية بكل ما أوتيت من شجاعة.. تتحرك عظامي اشعر بها.. اشعر بالوهن الشديد.. لكن أتذكر بوضوع في ولادة فارس كيف تمكنت من السيطرة على الألم بالتسبيح! استحضرت روح السيدة مريم وتذكرتها وسط آلام جسدي فمنحتني السكينة والقوة..
مازلت أجهل تماما سبب الألم الشديد الذي يصاحب النساء في الولادة.. لماذا حكم الله علينا بهذا الحكم شديد القسوة؟
كانت هناك خرافة تقول إن النساء يكفرن عن ذنوبهن بهذا الألم.. أحقا؟
سألد في يوليو.. ربما منتصف يوليو.. سيكون طفلي برج السرطان على الأرجح.. ولو تأخر قليلا سيكون برج الأسد! اخاف أنا من مواليد الأبراج المائية رغم أن أحمد من مواليد برج الحوت.. لكنهم شخصيات غريبة جدا.. حنونة وقاسية في نفس الوقت! يقولون أنهم شديدو الحساسية وانا لا اعتقد انهم كذلك!
لا يهم.. احب الخرافات لأنها تعزلني عن التفكير بمنطق وتفسح مجالا للعشوائية والفوضى..
أرغب في فتاة.. لأجل نديم وفارس.. لتكون لهما مكانا آمنا وتجمعهما دائما ويحاوطونها بحبهما وتكون لهما عونا وسنداً
لكنني أرغب في صبي لأنني أخاف جداً من تنشئة الإناث.. لا أعرف تحديدا ماذا يجب على أن أفعل وما هي البذرة التي يجب علي زراعتها من البدء!
كل نساء جيلي يعشقن تنشئة الفتيات القويات في محاولة لتعويض ما فاتهن.. لكنني لا أرى أي سبب منطقي لفعل هذا.. لتكون رقيقة وهادئة وذكية.. هذه هي التوليفة الصحيحة.. الرقة والذكاء.. فالقوة لا تفعل أي شيء سوى تدمير الأنوثة بالكامل..
أجهل كيف سأفعل هذا… أخاف الولادة وأتناول مضادات الاكتئاب بانتظام بسبب مشاكل نفسية عصيبة أحلّت بي.. لم أستطع المقاومة للأسف! اقول: الحمدلله الذي وهبنا التطور الطبي الكبير لمساعدة النساء على تجاوز آلامهن.. الحمدلله
لكن مع شخص قلوق مثلي اخاف خوفا شديدا على تضرر جنيني.. لكن الطبيب يقول ان هذا هو الأفضل!
اشعر ان حياتي عبارة عن شقين: شق أنا مصابة فيه بالجنون الكامل.. وشق آخر أتناول فيه مواد كيميائية لأتجاوز الجنون فأصبح هادئة ووديعة.. لكن فارغة!
كنت أتمنى أن أكون كاتبة حقيقية.. لا اعتقد أنني كذلك.. تساورني الشكوك في كل شيء فعلته وأفعله.. حتى كتاباتي اشعر بالخجل من نشرها.. لماذا أنا كذلك؟ لماذا أنا بكل هذه الهشاشة؟
ربما أنا كذلك هنا فقط.. لأنني هنا لا اخاف من الأحكام.. لا أخاف من أي شيء.. وفي واقعي أنا امرأة مختلفة ..
اكتب على هاتفي.. واشرب الشاي بالتوت في محاولة لتجاوز آلام معدتي المستمرة..
عدت لبيتي في طنطا.. فراشي الوثير الوردي وغرفتي الدافئة.. لا ارغب في العودة للكويت مرة أخرى.. هناك أنا وحيدة تماما مع انشغال احمد .. هنا ايضاً أنا وحيدة .. لا .. أنا شبه وحيدة.. لكن لم أحب ذاك البلد أبدا!
تعبت من التنقل بين المدن والبيوت..تعبت حقاً.. احب بيتي هذا اكثر من اي شيء آخر.. وأحب ان يكون لي مخبأ.. بيت وكتاب ودفتر ومدونة.. احب المخابئ كالسناجب.. متى سأتمكن من الاختباء الأبدي؟