الثلاثاء، ديسمبر 26، 2023

 قهوة؟

حوار طويل؟ 

خبز برائحة المنزل؟

ليالي من السهر والمكالمات الفائتة دلالا وغنجا..واختبارا للصبر..

رداء ازرق وروب صوف وانكماش أمام المدفئة ..صراحة لا تضمر. . 

تلذذ بالألم.. اكمال الصراحة..

صراخ..شجار صبياني..

ثم غمرة..طويلة .. ثم رقصة ..أطول..

ثم مطر..

مطر غزير من الشرفة .. 

تكتمل الليلة .. 



الاثنين، ديسمبر 18، 2023

نسوة المدينة

 ايام تفصلني عن كتابي الجديد.. لا اعرف ان كنت سعيدة ام مازال الفتور يقتلني.. سعيدة بحدوث هذه الخطوة وخائفة حتى الثمالة من الدخول في هذا النفق المرعب من جديد..

لكن الفخر يملؤني في ساعات بعينها حين اتذكر كيف استطعت الاحتفاظ بنفسي وسط بيئة عفنة كالتي عملت فيها، كيف استطعت اقتطاع سويعات قليلة لافتح جوجل دوكيومنت واكتب .. كيف ساعدتني مدونتي حين كنت ادخل العمل باكرا او حين يفيض بي الملل او تثور مشاعري فأكتب فيها كل شاردة وواردة، كيف ساعدتني هذه الطريقة ان اعود للياقتي مرة أخرى بكتاب باتت فكرته غريبة علي طبيعتي..

أن تكون كاتبا بلا رواية.. ثم كاتب بلا رواية.. هكذا بدأت الفكرة.. رؤوس اقلام لكل القصص التي مرت علي ولم اكتبها، لكل القصص التي ادين لها والتي انتزعت قلبي انتزاعا، مشاعر وافكار متناثرة، مراجعات لبعض التوابيت التي فرضت علينا فرضا، كتبت.. كتبت حتي ارتويت.. كتبت دون أن اعرف اين سيقودني هذا الكتاب، ثم في لحظة بعينها عرفت اين سيقودني، لهذا اكملت.. بدأت ارتب الافكار، واقرأ قبل ان اكتب، انتقيت كتبي، انتقيت الهامي، امعنت النظر، كتبت مسودات واعدت تصحيحها وتشكيلها، لم ارضخ لوحي الكلمة الأولى، بل نفثتها ثم اعدت تشكيلها فطاوعتني كما يطاوع الطين الرطب النحات.. كانت مهمة ممتعة لم اتخيل ان استمتع كل هذا الاستمتاع وانا اكتب هذه المرة.. 

وبعدما انتهيت، كان النشر اسهل مما اتخيل، لم اتخيل اصلا ان تكون لي الكلمة الأولى في التفاوضات، أن أكون اسما مطلوبا، ان تكون كتاباتي شيقة ومثيرة وكما يقول لي الجميع، ننتهي من قرائتها سريعا دون تعقيد لكنها تثير في النفس المتعة والتساؤل!

 وماذا اريد اكثر من هذا.. 

وحين راجعت المسودة الأولى اكتشفت كيف حضرت النساء الي كتاباتي بكل هذه السطوة.. فكرنا في تغير اسم الكتاب حتي لا يخدع المشتري، فكرت طويلا.. وقرأت الكتاب مرة أخري.. حسنا .. ليكن " نسوة المدينة" انهن حاضرات في كل سطور الداخل، ليأخذن شرف العنوان ايضا.. 

حسنا، ها أنا ذا أعود، بكتاب جديد حتي لو اسمته دار النشر مجموعة قصصية، لكنه في نظري كتاب، اعود بروايتين اكتب فيهما بشكل متوازي، وكتاب ثالث عن تجربتي في لندن .. من أين يأتي هذا الزخم وقد صنعت أمس خبز الباجيت في المنزل؟ كل ما هنالك أن العودة للأصل هي الحكمة التي وصلت لها، ان ابدأ من داخلي الحقيقي ولا اخشى الوصمة، قالت لي : تبدو امرأة عادية جدا تحكي..

هذا هو ما اردت.. امرأه عادية.. عادية النساء اصلا أمرا غير عادي في هذا الزمن،، الترادف مع الأنوثة، الاتساق معها، السير بمحاذاتها حتى تلتصق بها كالمغناطيس.. هذا الفعل غير عادي.. لا مجال هنا للتلون لارضاء المجتمع او لإرضاء الثقافات الدخيلة.. الهدف هو الاتساق مع الذات فقط.. 

إن اكثر شئ احبه في نفسي أنني لا أكذب عليها، أنني اقف امام المرآة واقول الحقيقة وانا انظر لعيني دون خجل.. انني اكتب ما اعتقد واشعر. وانني دعوت الله طويلا ان يمنحني الحكمة.. وان ينير بصيرتي. وها هي ترشدني.. 

لتكن هذه البداية عودة لنفسي بعد أعوام طويلة قضيتها في الصحافة، اعوام كانت تسكت قلبي وقلمي لأنني امارس الكتابة دون ان اكتب حقيقة.. اقرأ دون قراءة حقيقية.. افعال استنزافية.. لكن ها هو الوقت يعود ليرد لي الجميل، جميل ما بذلته من اخلاص .. يتمدد امامي فتزداد الدقائق دقائق، وتزداد الساعات طولا وعرضا، واشعر انني اغوص في ابعاد اكثر عمقا من الازمنة الحياتية العادية.. 



جود الحياة

 اظن انه حان الوقت لأكتب عن أجمل شئ حصل في حياتي كلها .. أن يمنحني الله فتاة!  جود اسميتها جود، لأنها كرم كبير من الله، ولأنني استحضرت اسمها...