الثلاثاء، أغسطس 08، 2023

مازلت مراهقة.. مراهقة تماما حتي لو بدأت التجاعيد تزحف حول عيني وانتشرت علامات التمدد علي ساقي.. مازال قلبي ينبض في مشاهد الحب .. ينبض نبضا حارقا..

مازلت اراجع أفلامي القديمة، واعيد كتابة المشاهد.. اعيد صياغة الكلمات.. أعيد سرد السيناريو.. أعيد الاستماع لنفس المقطوعات التي كنت اسمعها قبل عشرين عاما.. 

هذه الهبة التي منحها الله لقبي لهي أسمى هباته لي، أنني أشعر.. وأن الحب لا يتوقف علي حدود الشعور إنما منحني الله الكلام لأكتب عن هذه المشاعر، حتي لو كنت فاشلة تماما في قولها بلساني لكن يدي.. أناملي، هي سري الأثير.. وكأن خيطا سحريا يربط بين قلبي وأناملي، كالعازفين.. لهذا أحبهم حتي الثمالة.. 

تمنيت كثيرا أن أعزف .. وحاولت.. لكن يدي تكتب فقط ولا تعزف.. اكتفيت بما تحدثه الموسيقى داخلي من وهج.. وهي ما تحفز كلماتي كثيرا.. لكن هذا لا يمنع أنني مازلت أتمنى تلك الأمنية


أقول لنفسي لماذا أنا فاشلة في قول ما أكتب بلساني، كخجل التعرى أمام الناس، أمر لا أطيقه.. حتى أنني كثيرا ما أشاهد الشعراء وأعجب كيف يفعلون هذا؟ أشاهد العازفين ويزداد تعجبي أكثر وأكثر.. وأشاهد المغنين أفتح فمي كالحمقى ثم أزم شفتي قائلة: لله في خلقه شئون! 

أنا أحب الكلمات، أحب كتابتها، وأحب قراءتها، وأحب ما تحدثه في قلبي من صحوة، لكنني أشتاق أن يتحرك لساني كما تتحرك أناملي، أشتاق البوح.. أشتاق أن أقضي ليلي علي ضوء شمعه، أو تحت ضوء النجوم، فلا يراني من يجاورني، أتخفى في ظله وألتمس من الكون الفسيح حولي طاقة لنفض الكلمات.. للغزل.. للشعر... متى توقف الناس عن هذه الأفعال؟ متى توقفوا عن الرومانسية؟ حسب قراءاتي المحدودة فإن الرجال برعوا أكثر في الغزل واكتوت قلوبهم بالحب وويلاته، وخاضوا حروبا و ازهقت ارواحهم جراء هذا الحب.. أين هم اليوم؟ 

أعتقد أنهم توقفوا حين ضل كل رجل في هذا العالم طريقه لامرأته..  وتكاثرت أعدادهم حتي انطفأ الحب في قلوبهم وأصبحوا أكثر مادية  وتفننوا في طرق التخفي خلف كل تفاصيل حياتهم التافهة.. أنا شخصيا لا أكترث لكل هذه الحياة.. لا أكترث للمال لا أكترث للنجاح.. لا أكترث للمقارنات.. لا أكترث ابدا لكل ما تحمله الحياة من زخم وصراع.. أنا مكتفية تماما بجلسه تحت النجوم.. النجوم لا تحتاج للمال.. النجوم لا تختار أن تضى فوق رؤوس رجال ناجحين وتنطفئ فوق الفشلة.. النجوم لا تحصل علي كشف بأرصدتنا البنكية لتشع فوقنا، او تنطفى.. النجوم هي النجوم.. والسماء هي السماء.. والسحاب هو السحاب.. والشمس.. ستشرق وتغرب حي تنتهي الحياة.. أين نحن من كل هذه الطاقة المشعة أين نحن من كل هذا الحب؟

أنا لا أحب الناجحين بمعايير اليوم، وبشكل غير واعي مني كلما شعرت أن الحياة تبتلعني اعتزل، فأعود لنفس النقطة.. نفسها بالضبط.. طعم قهوتي لا يتغير في فمي، حبي للشروق لم يتغير، كراهيتي للحيوات الاجتماعية لم تتغير، كراهيتي للعمل النظامي كما هي، عشقي للسهر كما هو، وانتظاري للحظة بعينها كما هو، وتفاصيل الروتين الحياتي أكرهها، وحبي لمزاجي المتقلب كما هو..شوقي للرسائل كما هو.. خفقان قلبي أمام غيرة رجل على حبيبته كما هو.. وتأملي لتفاصيل جروحي التي لم تلتئم كما هو.. وهدوء قلبي حين استمع لربيع شوبين .. هو نقطة ارتكازي الأثيرة..

جود الحياة

 اظن انه حان الوقت لأكتب عن أجمل شئ حصل في حياتي كلها .. أن يمنحني الله فتاة!  جود اسميتها جود، لأنها كرم كبير من الله، ولأنني استحضرت اسمها...