السبت، مايو 30، 2020


قد يبدو الأمر غريبا بالنسبة لي ان يقفز البحر فجأة الي مخيلتي، أمس، لا أحب البحر نهائيا، ولم احبه يوما..
مريبا ومخيفا..
لا اتوقف عن الحلم بتسونامي وانني لن أنجو
لكنني أمس، وأمس فقط وجدت نفسي ممددة على شاطئ في بالي، او بورا بورا.. مكان بعيد ومريب لن اجرؤ ابدا علي ركوب الطائرة او السفينة للوصول اليه مهما تناولت من عقاقير.. لكن، ليتني  اتبخر ويعاد لم شملي امام البحر هناك.. في جزيرة نائية تماما..
لا اعرف لماذا لا يحب البشر ما فرض عليهم من انعزال، هل لأنهم في بيوت ضيقة؟ ام لخوفهم من الموت بمرض تنفسي ساذج؟ ان أكثر ما يضايقني ان يموت الانسان هذه الميتة الهزلية دون ان يكون له دور مشرف في الكون.. ميتة لا تليق ابدا بكل ما انتظرنا ان نحيا لاجله ونموت لاجله..
لكن، لربما اقتر يوما واحدا فقط بالنسبة لي أمام المحيط.. ليلة واحدة علي رمل ناعم يواري جسدي كله ووجهي وعنقي ويتغلغل في شعري.. يوم واحد تصطبغ وجنتاي بلون الشمس الحارق، يوم واحد فقط..

الجمعة، مايو 15، 2020

يجب أن آخر علي ركبتي.. واعترف
أن أتوقف عن تصنع القوة والثبات والقدرة الساحرة علي ايجاد الحلول والمرونة في التعامل مع كل المواقف المحبطة والكئيبة والمخيفة التي تقابلها يوميا
ابقي مع طفلي شهورا طويلة بمفردي في المنزل.. تنتهي الحيل مع حلول السابعة مساء واحتاج أن يحتضني اي جسد بشري ويدلك لي ظهري حتي يغلبني النوم..
احتاج اجابات أكثر اقناعا لطفل في الثالثة
احتاج أن أري زوجي كل يوم كما تفعل كل نساء الارض
احتاج أن أتوقف عن الشعور بأنني أم عزباء!! وان غيابك أكثر من حضورك..
احتاج أن أخذ وقتا مستقطعا لألتقط انفاسي واعود لكم بحب اكبر وحضن أوسع...
بكيت لثواني وانت تحادث رفيقك قبل غيابك.. وحين وقفت أمامي قائلا بهدوئك المعتاد انك ستغادر لمستشفي العزل كاد قلبي أن يقف!!
قلت لي حين لمست خوفي بين نبرات صمتي: لا اريدك أن تخافي كوني قوية لأجلي
نعم..كلما التمست راحة في وجودك.. واطمئن وانا أسند رأي علي كتفك..ينتزعك عمل لا مناص من الهروب منه..
كل نساء العالم أهم.. اكرههم
كل مرضى العالم الان أهم..أيضا اكرههم..
اصبحت اكره كل الامور المثالية التي تفعلها..أصبحت أكره التفاني في العمل وأكره غيابك وأكره المرض والحمل والولاده والبعد والأرق وصراخ مرضاك في خلفية محادثاتنا
اكره كل شيء ..كل شيء
انا هنا اصرخ في شاشة صغيرة في سريري واطفالي نائمون..لن يتغير القدر حين استيقظ
لن تستقيل من عملك وتجن وتهرب هناك ..
لن يحدث أي شيء مما حلمت به ابدا
هل تعلم كيف تمر علي الايام يا أحمد؟
هل تعلم انني ارتعب من تحاليلك الدورية..ارتعب من عملياتك ارتعب من وغز إبرة في اصبعك..وكدت افقد الوعي حين وجدت فيديو لك وانت تستخرج جنينا من بطن أمه..سقط الهاتف علي رخامة المطبخ وازحت الفيديو بطرف عيني.. اي سفاح انت؟ هل انت سفاح طيب ام اما امرأة ساذجة؟
هل تعلم كيف مر علي اسبوعين غيابك في العزل؟
لا ارتعب من سخف الكورونا.. فالموت بهذا القدر من الضآلة أمر مشين.. لكن الخوف علي الصغار أصبح هاجسي الأوحد..
كيف اصالح قوة أفكاري علي ضعف امومتي وهشاشتها؟؟
احيانا اندم انني أنجبت أطفالا في هذا العالم.. لكنني اعود لاقول إنها فرصة ذهبية لتدارك كل الخسارات..
انا مفتتة تماما .. كرغيف خبز جاف سقط تحت عجلات سيارة..
لا فائدة من جمعه..
ولا فائدة من أكله!
ليتني املك رفاهية الضعف.. لبقيت نضرة.. لاغويتك لتبقي حين يلح عليك الرحيل الاضطراري
لكنني للاسف.. للاسف.. للاسف الشديد
امرأة
مثل رغيف خبز جاف!


جود الحياة

 اظن انه حان الوقت لأكتب عن أجمل شئ حصل في حياتي كلها .. أن يمنحني الله فتاة!  جود اسميتها جود، لأنها كرم كبير من الله، ولأنني استحضرت اسمها...