الأحباء
قبل فترة ليست بالطويلة، بدأت مسودة كتاب جديد من وحي تجربة الأمومة التي اخوضها الآن للمرة الثانية، وأثناء كتابة الأفكار الرئيسية، انساب قلمي -للمرة الاولي منذ سنوات طويلة- ووجدت نفسي انبش أغوار الزواج والحب والجنس وعلاقات الأخوة والعمل والمجتمع..الخ، كأنني اتتبع شبكة متداخلة من العلاقات المعقدة .. تماما مثل جلوسي الدائم علي اريكتي وأنا أحاول فك تشابك السلاسل والقلادات بعصبية لأتمكن من ارتداء واحدة قبل النزول!
لكن، وبعد فترة من مسودات وأفكار غير مكتملة لكتاب قد يطول محتواه، وقد يشعر بعض من أرغب في توجيه كلماتي لهم بالملل قبل الوصول للمراد، قررت أن أدون فصول هذا الكتاب عبر مدونتي الخاصة والتي ستتمكنون من قراءة محتواها عبر صفحتي علي الفيسبوك ايضا عل الجميع يقرأها بسهولة وتصل للقلب دون ازعاج.
البداية كانت من صدمتي الحقيقية من تجربة الأمومة بشكل عام، كانت روحي تتألم بصمت وأنا أحاول أن استشف صدي لتجربتي في تجارب من حولي، لكن الجميع يبدو مبتسما وهادئا، السيدات الشابات في النادي يضعن كامل زينتهن وهن يحملن أطفالا غاية النظافة والجمال ويضحكن .. نعم يضحكن.. وهنا اتخذت خطوة صغيرة - صغيرة جدا للوراء .. لأري نفسي ايضا بكامل زينتي احمل اطفالا غاية في الجمال والنظافة واضحك!
لكن هذه الصورة ليست أنا.. نهائيا، إنني مهشمة بالكامل !
وهنا أدركت ان هناك خطأ كبير في تجربة الأمومة بالكامل، خطأ نتوارثه نحن النساء بحذافيره، فبدأت اتتبع خيوطا مترامية الأطراف من الامثال والحكم والتجارب لأكتشف اخطاء بشعة في كل شئ،، كل شئ ابتداء من ”لعنة“ الحب مرورا بالزواج الذي ندخله من باب وردي معبق بالزهور لنكتشف انه باب مموه تدلف منه علي مباشرة علي مطبخ ملئ بالصحون غير النظيفة ووجبات غير منتهية واطفال يصرخون!
حتي الجنس، واسمحوا لي ان اتحدث هنا بصراحة عن هذه العلاقة المبهمة الغامضة، حتي هذه العلاقة المريبة هي باب مموه آخر لكن هذه المرة ندلف منه إلي أنفسنا وأجسادنا التي تقريبا لا نعرفها، وهنا تكمن مشكلة الجنس في المجتمعات الاسلامية والشرقية أو المجتمعات المحافظة بشكل عام -والتي تمارس الجنس لأول مرة داخل الزواج علي الاقل للنساء- وهنا نقع في مأزق ”التأقلم“ دون أن نتمكن من الحديث بصراحة إذا كان هذا الشئ الذي تأقلمنا عليه مناسبا لنا أم لا..
لهذا تجد زيجات كثيرة تبدأ وتستمر وتعافر ثم فجأة تقف… تنتهي كأنها لم تبدأ أصلا.. البعض يتحدث عن مشاكل و و و .. لكن لا أحد يذكر أسبابا تتعلق بهذه العلاقة علي الرغم من كونها محورا هاما في الاستمرار أو الانتهاء..
علاقة اخري مربكة وهي علاقة المجتمع بعناصره” والمجتمع الذي اقصده هنا هو الفوضي“ فوضي سنجد بها بعض العناصر مثل أفراد بأعمار مختفية، شباب وبنات وأطفال ورضع .. أسر كثيرة مكونة من زوجين فقط أو زوجين وطفل أو أطفال ثم العائلات ثم مؤسسات الدولة وقوانينها ونظام العمل.
هذا المجتمع حين يتفاعل مع عنصر واحد من عناصرة فهو يعمل بشكل أساسي علي تدميره.. نعم .. هو لا يحاول أي شئ سوي تدميره.. وتمرير تجارب السابقين للاحقين بكل حذافيرها.. فاذا كان فردا فسيعمل الباقون بجهد ليشعروه أنه ناقص، ينقصه عمل، زوجة، طفل، مال، منزل، هواية، رياضة، نجاح ..وإذا كانت أسرة صغيرة ستعاني الأمرين أمام الضغوط المالية واعتبارات ”ضرورة“ وجود طفل .. إذا كان هناك طفل سيمارس المجتمع ضغوطا أكبر حتي لا يتربي هذا الطفل وحيدا“هذا لغز كوني غير مفهوم".. العائلات أيضا تتدمر في محاولاتها اللاهثة بضرورة الحصول علي ”ألقاب“.. الكثير من الألقاب .. تتباهي بالمهندس والضابط والطبيب ورجل الاعمال وصاحب النفوذ.. ولكي يحصل أصحابها علي هذه الالقاب تبذل العائلات ضغوطا كبيرة لتحول مسارات افرادها ..
علاقة اخري أكثر ريبة وهي علاقة هذا المجتمع بالمرأة المتزوجة.. هذه المرأة هي نفسها التي كانت فتاة يرغب المجتمع أن تتزوج.. فتنمو ولديها قناعة بأهمية هذه العلاقة ”السحرية“ لتكتمل أنوثتها.. لا أحد يخبرها تحديدا ما هو هذا الزواج.. يشير اليه المجتمع ”بنصف الدين“ او ”بمرحلة المسؤلية“ ”تكوين الاسرة“ وبعض الأمثال والروايات الفضفاضة التي تشبه حظك اليوم!
وحين تتزوج يُمارس عليها التنمر بكافة أشكاله وألوانه ومستوياته، وهي تتقبله ببلاهة لأنها في الحقيقة لا تعي أن ما يمارس عليها تنمرا.. وأن هذا الشئ مرفوض.. وأنه مؤذي..
اذا رغبت، او جمحت او ارادت..يزايد عليها الجميع أن لديها ”أسرة“ وأن عليها ان ترضي بهذا وتشكر الله آناء الليل واطراف النهار.. فتتفكر هي لثوان ثم تعود لتمارس دورها بكل روتينية
يقع الجميع في هذه المطبات، تبذل اعمارنا في رحلة نحاول فيها فهم الحياة دون ان نقف لحظة لنفهم انفسنا، ولا نفيق ابدا ابدا الا قبل الموت بدقائق حين نمرر التجربة لغيرنا بأمثلة فضفاضة -أيضا- وألغاز لا يقوى أحد علي فك طلاسمها!
المهم أنني هنا وفي هذه السلسلة التي سأكتبها تحت عنوان“ : مالم يخبرك به احد عن الحب والجنس والزواج“
لكنني سأشير إليها تحت هاشتاج #ثلاثيةـالحب
سأحاول فك الطلاسم من خلال تجاربي الشخصية التي لن أتردد عن فتح قلبي والحديث عنها بحرية، ومن خلال تجارب لفيف مبهر من تجارب الأصدقاء والمعارف الذين بالطبع لن اشير الي شخوصهم ولكن سأكتفي باقتباس مايتناسب من حياتهم مع الفكرة المطروحة
إنني علي يقين شديد أن هذه العلاقات المثيرة آن الآوان لها أن تخرج من قلم أنثي، ولكن بصراحة رجل!
وسأكون سعيدة أن تكون هذه السلسلة فرصة لفتح الحوار وفك اللجام عن المسكوت عنه والحديث عنه بصراحة دون مواربة، علنا ننير الطريق لغيرنا، أو علها تكون بداية لفهم أنفسنا ونحن نمارس أدوارا اعتدناها أكثر مما أحببناها.
وهنا، أود ختاما أن أؤكد علي نقطة في غاية الأهمية، إنكم هنا لن تقرأون بحثا علميا منمقا، ولا اجترارا لفشل أو اخفاق، ولا تباهيا بنجاح أو ذكاء خارق أفعله أنا ولا يفعله الاخرون .. كل ما ستقرأه هنا هو نفضٌ لغبار فوق القلب والروح والجسد .. هو مجرد ”محاولات ” اتمني ان تنتهي بالنجاح!
هيا بنا
لنبدأ بالحب ..
فهو بداية كل المصائب التي نقع فيها بنفس راضية وقلب مطمئن!
#ثلاثيةـالحب
#مقدمة
#الزواج
#الحب
#أمنيةـالخياط